والدة التلميذ عبد القادر تكشف ألم الفقد وتطالب بالحقيقة
في لحظة مؤثرة انتظرها الكثير من التونسيين، ظهرت والدة التلميذ عبد القادر — ضحية الحادث الأليم الذي هز معهد مزونة بولاية سيدي بوزيد — لأول مرة أمام وسائل الإعلام، لتعبّر عن حزنها العميق وتشارك تفاصيل اللحظات التي تلت الحادث المأساوي.
رحيل موجع وسط صدمة مجتمعية
كان عبد القادر أحد تلاميذ معهد مزونة الذين قصدوا المدرسة ككل يوم، دون أن يدري أحد أن ذلك اليوم سيحمل النهاية المأساوية لحياته. فقد سقط جزء من السور الخارجي للمؤسسة التربوية، متسببًا في وفاته، ما أحدث صدمة كبرى في صفوف العائلة والأصدقاء، وحتى لدى الرأي العام الوطني.
ظهور الأم… صوت الألم والحقيقة
اختارت والدة الفقيد أن تخرج عن صمتها لتخاطب الجميع، مطالبة بكشف الحقيقة الكاملة وراء ما جرى، ومحاسبة كل من يثبت تقصيره، في إطار يحفظ كرامة ابنها ويمنع تكرار مثل هذه المآسي. وقد لاقت كلمتها تفاعلًا واسعًا، حيث عبّر آلاف المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي عن دعمهم الكامل لها، ووقوفهم إلى جانب عائلتها المنكوبة.
اهتمام إعلامي ورسمي متزايد
قضية وفاة عبد القادر لم تمر مرور الكرام، بل أصبحت من أبرز القضايا التي تابعتها وسائل الإعلام التونسية خلال الأيام الأخيرة، ما دفع الجهات المعنية إلى فتح تحقيقات عاجلة للوقوف على الأسباب الحقيقية للحادث، وتحديد المسؤوليات بدقة.
دعوات للمحاسبة… وتضامن شعبي واسع
الشارع التونسي عبّر عن تضامنه الكامل مع العائلة، وسط دعوات من المجتمع المدني ونشطاء التربية والتعليم إلى إصلاح البنية التحتية للمدارس والمعاهد، وضمان بيئة تعليمية آمنة للتلاميذ في مختلف الجهات.
في الختام
تبقى وفاة عبد القادر جرحًا مفتوحًا في ذاكرة عائلته وكل من عرفه، لكن ظهوره والدته اليوم قد يكون بداية لمسار جديد نحو الحقيقة والعدالة. إنها قصة ألم ووفاء، تعكس وجع أم فقدت فلذة كبدها وهي تطالب فقط بأن “لا يتكرر هذا مع أي طفل آخر”.