تلميذة وشقيقتها ضحيتان لاعتداء صادم قبل امتحان الباكالوريا

في واقعة مؤسفة ومثيرة للجدل، تعرّضت تلميذة تونسية تستعد لاجتياز امتحان الباكالوريا لحادث صادم أثناء عودتها إلى المنزل رفقة شقيقتها. الحادثة وقعت فجأة وبدون سابق إنذار، ما جعلها تجربة قاسية ومؤثرة في توقيت حساس ومصيري بالنسبة للفتاة التي كانت تركّز كل جهودها على التحضير للامتحانات.

شقيقة التلميذة ظهرت لاحقًا في مداخلة إذاعية عبر موجات إحدى الإذاعات التونسية المعروفة، وقدّمت شهادتها حول تفاصيل ما حدث. وأكدت أن الحادث لم يكن نتيجة خلاف أو عداوة شخصية، بل بسبب سوء فهم خطير، حيث قام شابان باعتراض طريقهما بعد أن ظنّا -عن طريق الخطأ- أن التلميذة هي ابنة شخص آخر تربطهما به علاقة خلاف قديم.

وأوضحت المتحدثة أن الشبه الكبير في المظهر والعمر بين شقيقتها وابنة ذلك الشخص، أدى بالشابين إلى ارتكاب هذا الخطأ الجسيم، والذي كاد أن ينتهي بكارثة لولا تدخل المارة وبعض المواطنين الذين ساعدوا في التهدئة.

وتابعت شقيقة التلميذة أن آثار الحادث لم تكن جسدية فقط، بل نفسية أيضًا. فقد تأثرت أختها بشدة، خصوصًا وأنها كانت في فترة دقيقة تحتاج فيها إلى التركيز الذهني والدعم النفسي استعدادًا لاجتياز امتحان الباكالوريا. الإصابة الجسدية كانت طفيفة، ولكن وقع الحادث على نفسية الضحية كان كبيرًا ومقلقًا.

كما أكدت المتحدثة أن شقيقتها تحاول حاليًا تجاوز الصدمة، وتعمل على استعادة تركيزها ومواصلة مسيرتها الدراسية رغم الألم والارتباك اللذين خلفتهما هذه الحادثة. ورغم كل ما حدث، أبدت الفتاة عزيمة قوية على تجاوز المحنة وعدم السماح لها بالتأثير على مستقبلها الأكاديمي.

هذه الحادثة تفتح الباب للنقاش حول مخاطر الاعتماد على الظنون أو الأحكام السطحية، خاصة عندما يتعلق الأمر بتشابه في المظهر أو السن. فقد يتسبب خطأ بسيط في تحديد الهوية بعواقب وخيمة، كما حدث في هذه الحالة.

كما تبرز أهمية تعزيز ثقافة الحوار والتفكير العقلاني داخل المجتمع، وتفادي ردود الفعل المتسرعة التي قد تدمّر حياة أبرياء دون وجه حق. ولعلّ ما وقع يُعدّ درسًا قاسيًا لكنه مهم حول ضرورة التروّي وضبط النفس، خاصة في زمن تنتشر فيه الإشاعات والمعلومات المغلوطة بسرعة.

وفي الختام، تبقى هذه الواقعة شاهدًا مؤلمًا على هشاشة الأمان النفسي للتلاميذ، وضرورة توفير بيئة داعمة لهم، خصوصًا في الفترات الحساسة التي تسبق الامتحانات الوطنية.