حزن في الوسط الفني التونسي بعد وفاة فنان شعبي بعد رحلة طويلة مع المرض
فقدت الساحة الفنية التونسية اليوم أحد أبرز رموز الأغنية الفكاهية، حيث توفي الفنان القدير رضا الحجام عن عمر ناهز 85 سنة، بعد صراع طويل مع المرض. ويُعد الراحل من الأسماء التي رسخت في ذاكرة الجمهور من خلال أعماله الساخرة الهادفة، التي جمعت بين الطرافة والرسالة الاجتماعية.
رضا الحجام كان جزءًا من جيل فني متميّز، تعاون فيه مع أسماء لامعة على غرار صالح الخميسي، حمادي الجزيري، والهادي السملالي، حيث قدموا معًا أعمالًا موسيقية تميزت بطابعها الفكاهي والنقدي في آنٍ واحد.
ومن أشهر أغانيه التي لا تزال راسخة في أذهان التونسيين:
“حط بريقدانة في السّر”، التي عكست ذكاءه في استخدام السخرية لنقل رسائل اجتماعية عميقة. كما كانت أغنيته الأخيرة “كلو من أجل البقشيش” واحدة من الأعمال التي أظهرت قدرته على مواكبة الواقع بأسلوبه الفني الخاص، حتى في سنواته الأخيرة.
سُجلت معظم أعمال رضا الحجام تحت إشراف الفرقة الموسيقية للإذاعة التونسية، ما يعكس الثقة الكبيرة التي نالها في الوسط الفني، والدور الذي لعبته الإذاعة في إبراز موهبته ونشر أغانيه على نطاق واسع.
من المقرر أن يُشيّع جثمان الفنان الراحل غدًا السبت بعد صلاة الظهر من جامع آركو بجزيرة جربة، حيث سيوارى الثرى في مسقط رأسه، وسط حضور منتظر لمحبيه وعائلته وأصدقاءه في الوسط الفني والثقافي.
برحيل رضا الحجام، تفقد الأغنية التونسية أحد أعمدتها الذين تركوا بصمة فريدة من نوعها، وتركوا وراءهم إرثًا فنيًا غنيًا بالأصالة، والابتسامة، والرسائل التي تجاوزت حدود الترفيه لتلامس وجدان الناس.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم عائلته وكل محبيه جميل الصبر والسلوان.