الأستاذ منير بن صالحة يوضح معطيات حساسة ويحذّر من التصريحات العشوائية
في إطار التحقيقات الجارية بشأن القضية التي شغلت الرأي العام التونسي والمتعلقة بمقتل المحامية منجية المناعي، كشف الأستاذ منير بن صالحة، محامي أحد الموقوفين في الملف، عن تفاصيل مهمة عقب حضوره جلسة استماع أمام قاضي التحقيق.
وفي تصريح رسمي عبر صفحته الخاصة، أوضح الأستاذ بن صالحة أنه شارك في جلسة استماع إلى منوبه اليوم، والتي كانت بإشراف حاكم التحقيق المختص في ملف القضية. وقد تم خلالها كذلك الاستماع إلى بقية المتهمين الموقوفين في القضية، في خطوة تندرج ضمن تقدم مراحل البحث القضائي الذي يسير بوتيرة دقيقة ومتسارعة.
قضية معقدة ومفتوحة على كل الاحتمالات
وصف بن صالحة القضية بـ”المعقدة للغاية”، مشيرًا إلى أن دائرة الاتهام بدأت تتسع، وأن مجريات التحقيق قد تحمل مفاجآت غير متوقعة. وأضاف أنّ نتائج بعض التساخير الفنية، مثل تحليل البصمات والمعطيات التقنية، قد تُفضي إلى توجيه الشبهات نحو أطراف لم تكن في الحسبان، بل وقد تشمل حتى بعض الأسماء التي تتحدث حالياً في وسائل الإعلام وتُقدّم نفسها كأطراف متضررة.
ودعا الأستاذ منير بن صالحة، في هذا السياق، جميع الأطراف، وخاصة أفراد عائلة الفقيدة، إلى التحلي بالرصانة وضبط النفس، والامتناع عن الإدلاء بتصريحات عشوائية عبر المنابر الإعلامية، لما في ذلك من تأثير سلبي على مسار التحقيقات، وأحياناً على صورة المتكلمين أنفسهم.
تحذير من استباق التحقيق
شدد بن صالحة على أن الكثير من التصريحات المتداولة حالياً لا تستند إلى معطيات قانونية دقيقة، بل تعتمد على الانطباعات والمشاعر. وهو ما يُعتبر، حسب رأيه، خطراً على سير العدالة، وقد يعرّض بعض الأشخاص إلى المتابعة في حال ثبت تورطهم أو مشاركتهم في تضليل الرأي العام.
كما أكّد أن الملف لا يزال مفتوحًا على جميع الفرضيات، ولا يمكن في هذه المرحلة استبعاد أي طرف، داعيًا إلى ترك المجال للقضاء حتى يقوم بعمله في كنف الاستقلالية والحياد، مع احترام سرية التحقيقات وضمان حق جميع الأطراف في الدفاع عن أنفسهم.
نداء إلى وسائل الإعلام والجمهور
وفي ختام تصريحه، توجّه بن صالحة بنداء إلى وسائل الإعلام والجمهور العريض، حاثًا الجميع على التعامل مع القضية بمسؤولية واحترام خصوصية التحقيق، خصوصًا وأنّ القضية تمسّ بصورة القضاء والمحاماة في تونس، وتؤثر على مشاعر الرأي العام الذي يتابع تفاصيلها عن كثب.
تبقى هذه القضية من أكثر الملفات إثارة للجدل، في انتظار ما ستكشف عنه التحقيقات المقبلة من معطيات حاسمة قد تغير ملامح الصورة الحالية بالكامل.