اخبار المشاهير

من مدير سجن إلى سجين

الحياة مليئة بالمفارقات، وأحيانًا تحمل لنا الأقدار أحداثًا لم نكن نتوقعها. هذا ما حدث مع علي شوشان، المدير السابق لأحد السجون، والذي وجد نفسه يومًا ما خلف القضبان، لكن هذه المرة ليس كمسؤول عن النظام، بل كمحبوس داخل نفس المكان الذي كان يديره.

صدمة البداية.. ثم التأقلم
يروي شوشان تجربته قائلاً: “في البداية، كان الشعور غريبًا وصعبًا، أن أدخل كموقوف إلى المكان الذي كنت مسؤولًا عنه لسنوات، ولكن سرعان ما اعتدت على الوضع.” وأوضح أن التغيير من موقع السلطة إلى موقع السجين لم يكن سهلًا، لكنه بفضل خبرته الطويلة في المجال، تمكن من فهم طبيعة الحياة داخل السجن من منظور مختلف تمامًا.

خبرة السنين صنعت الفارق
بحكم عمله السابق في إدارة السجون، أصبح لديه قدرة فريدة على التمييز بين السجناء، حيث يقول: “تعلمت خلال مسيرتي المهنية كيف أتعامل مع مختلف الأشخاص، وداخل السجن كنت أميز بين الصادق والمنافق، بين من يستحق فرصة جديدة ومن يعيش على الخداع.”

ويضيف أن التجربة منحته رؤية أعمق حول الحياة داخل السجن، حيث لم يكن كل شيء كما كان يبدو له سابقًا عندما كان على الجانب الآخر من السلطة.

السجن.. مدرسة بطريقتها الخاصة
يؤكد شوشان أن السجن يمكن أن يكون تجربة قاسية، لكنه في الوقت ذاته مدرسة تقدم دروسًا لا تُنسى. فالبعض يستغل الفترة لإعادة تقييم نفسه وتصحيح مساره، بينما يغرق آخرون أكثر في المشاكل التي أوصلتهم إلى هناك في المقام الأول.

تجربة تستحق التأمل
تُعد قصة علي شوشان واحدة من أغرب القصص التي تجسد التغيرات الجذرية التي قد تطرأ على حياة الإنسان. فبعد أن كان يحكم النظام داخل السجن، أصبح جزءًا منه، ليختبر بنفسه الحياة التي عاشها الآلاف من السجناء الذين مروا أمامه.

تبقى هذه التجربة درسًا بأن الحياة لا تسير دائمًا كما نخطط لها، وأن كل منصب أو سلطة يمكن أن تتغير بين ليلة وضحاها، فالمهم هو كيفية التأقلم والتعلم من كل موقف.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *