كارثة جديدة في سواحل صفاقس: العثور على 3 جثث متآكلة يُرجّح أنها لمهاجرين غير نظاميين
شهد شاطئ منطقة اللواتة بمعتمدية جبنيانة من ولاية صفاقس، صباح اليوم السبت، واقعة أليمة هزت مشاعر المتساكنين، حيث عُثر على ثلاث جثث بشرية في حالة تحلل متقدّم، لفظها البحر إلى ضفاف المنطقة، وفق ما أكده عدد من البحارة المحليين لمراسل ديوان أف أم.
وبحسب المعطيات الأولية المتوفرة، يُعتقد أن هذه الجثث تعود إلى مهاجرين غير نظاميين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، كانوا قد انطلقوا في رحلة خطيرة عبر البحر الأبيض المتوسط باتجاه السواحل الإيطالية، قبل أن تنقلب مراكبهم في عرض البحر منذ أيام قليلة، في حادثة باتت تتكرر بشكل مقلق في سواحل الجنوب التونسي.
السلطات المحلية تحرّكت فور تلقيها بلاغاً من البحارة، حيث تحولت وحدات الحرس البحري والحماية المدنية إلى عين المكان لمعاينة الوضعية ونقل الجثث إلى قسم الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس، قصد تحديد الهويات بدقة والتثبت من الأسباب المباشرة للوفاة.
في السياق ذاته، أفادت مصادر أمنية بأن عمليات البحث لا تزال متواصلة في عرض البحر تحسباً لوجود جثث أخرى لم يتم العثور عليها بعد، خاصة في ظل الظروف الجوية الصعبة والتي تعقّد عمليات الإنقاذ والانتشال.
وتُعتبر هذه الحادثة حلقة جديدة ضمن سلسلة المآسي الإنسانية التي تشهدها السواحل التونسية نتيجة تصاعد ظاهرة الهجرة غير النظامية، حيث يلجأ مئات الشبان من دول إفريقية مختلفة إلى المجازفة بأرواحهم بحثاً عن مستقبل أفضل في الضفة الأخرى من المتوسط، غالباً عبر مراكب متهالكة وغير مؤهلة.
المنظمات الحقوقية والإنسانية جدّدت دعوتها إلى ضرورة إيجاد حلول جذرية لهذه الظاهرة المتفاقمة، مؤكدين على ضرورة التعاون الإقليمي والدولي لضمان حماية الأرواح البشرية ومكافحة شبكات الاتجار بالبشر والتهريب التي تستغل بؤس هؤلاء الحالمين بالهروب من واقعهم الصعب.
تبقى هذه المأساة شاهداً جديداً على ثمن الحلم الذي لا يزال يُدفع من حياة الأبرياء في عرض البحر، في انتظار صحوة إنسانية حقيقية تُعيد للبحر المتوسط صورته كممر للتعاون لا مقبرة لأحلام المهاجرين.
