تفاصيل أحداث العنف داخل المعهد النموذجي بسوسة وسط موجة استنكار واسعة
شهد المعهد النموذجي بسوسة خلال الساعات الأخيرة حالة من الاضطراب بعد سلسلة من أحداث العنف التي جدّت داخل محيط المؤسسة التربوية، وهو ما أثار جدلا كبيرا داخل الوسط التعليمي وبين أولياء التلاميذ. وقد نقل عدد من التلاميذ والأعوان روايات متطابقة تشير إلى تعرّض أستاذة وعدد من التلاميذ إلى الرشق بالحجارة من قبل مجموعة من الأطفال والمراهقين، في حادثة غير مسبوقة داخل مؤسسة تربوية من المفترض أن تكون بيئة تعليمية آمنة.
ووفق الشهادات التي تمّ تداولها، فقد أدى هذا الاعتداء إلى تهشيم زجاج أحد الأقسام، وهو ما تسبب في إصابة أحد التلاميذ البارزين في عينه إصابة استوجبت نقله لإجراء الفحوصات اللازمة. كما أشار متحدثون من داخل المؤسسة إلى أنّ هذه الحادثة لم تكن معزولة، إذ شهدت ساحة المعهد حالة فوضى عامة بعد دخول مجموعة من المراهقين في خلافات تطورت إلى عنف مادي مباشر.
وقد أضاف عدد من التلاميذ أنّ ما زاد الوضع توترا هو ظهور فتاة مراهقة تحمل أداة حديدية، قامت – وفق روايتهم – بإطلاق تهديد مباشر مفاده أنها “ستغلق المعهد بالقوة”، ما تسبب في حالة خوف واسعة، خاصة لدى التلاميذ الأصغر سنًا. ورغم تدخل الإطار التربوي بسرعة كبيرة لمحاولة تهدئة الأجواء، إلا أن حالة الارتباك استمرت لفترة داخل الساحة، قبل أن يتم إخراج
ورغم أنّ الإطار التربوي والأعوان تمكنوا من التدخل سريعًا لاحتواء الوضع وإبعاد المجموعات التي أثارت الفوضى، فإن حالة الخوف التي عاشها التلاميذ داخل المعهد أثارت قلقًا كبيرًا لدى الأولياء، خصوصًا وأن المؤسسة تُعد من أبرز المعاهد النموذجية في الجهة، وتستقبل نخبة من التلاميذ الذين يركزون على التحصيل العلمي في بيئة يفترض أن تكون هادئة وآمنة.
وتشير المعلومات الأولية إلى أن الأطراف التي قامت بالاعتداء ليست من داخل المعهد، بل يُعتقد أنّها مجموعات من الأطفال والمراهقين من خارج المؤسسة، ما أثار تساؤلات واسعة حول كيفية دخولهم إلى محيط المعهد دون رقابة. وقد طالب عدد من الإطار التربوي بضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية في محيط المؤسسات التربوية، خصوصًا خلال فترات الاستراحة والدخول إلى الأقسام والخروج منها.
كما أكد أساتذة أنّ الاعتداءات الأخيرة ليست مجرد حادثة منعزلة، بل تأتي في سياق سلسلة من السلوكيات التي أصبحت تهدد المناخ التربوي، مشددين على ضرورة تدخل الجهات الرسمية لحماية المؤسسات التعليمية من أي محاولات للعنف أو الترهيب. وعبّر آخرون عن خشيتهم من أن تتحول المدارس والمعاهد إلى فضاءات غير آمنة ما لم يتم وضع خطة واضحة للتصدي لهذه السلوكيات.
من جهة أخرى، يُنتظر أن تصدر وزارة التربية وإدارة المعهد توضيحات رسمية خلال الساعات القادمة لتحديد حقيقة ما جرى، خصوصًا في ظل تضارب بعض الروايات التي تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي. كما من المنتظر أن تُفتح تحقيقات أمنية دقيقة للتثبت من هويات المعتدين، وتحديد الأطراف التي تقف وراء أعمال الشغب، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وتؤكد هذه الحادثة من جديد أهمية حماية المؤسسات التربوية من أي عوامل تهدد الأمن المدرسي، باعتبارها فضاءات تعليمية يفترض أن توفر بيئة سليمة للتلميذ وللإطار التربوي على حد سواء. ومع تزايد حالات العنف داخل محيط المدارس خلال السنوات الأخيرة، تتجدد الدعوات لوضع استراتيجية وطنية واضحة للتصدي لهذه الظواهر والحد من انتشارها.
ويأمل أولياء التلاميذ أن تساهم التحقيقات والإجراءات المرتقبة في إعادة الطمأنينة داخل المعهد النموذجي بسوسة، وحماية أبنائهم من أي حادث مشابه مستقبلاً، حتى يظل الفضاء المدرسي مكانًا للتعلم والنجاح بعيدًا عن كل أشكال العنف والفوضى.
العناصر المحدثة