اخبار عامة

مستشفى فوسانة بلا أطباء وأم تصارع لإنقاذ طفلها المحموم بدرجة حرارة 40!

في حادثة أثارت موجة واسعة من الغضب والاستياء على منصات التواصل الاجتماعي وفي الشارع التونسي، شهدت ولاية القصرين وتحديداً معتمدية فوسانة موقفاً صادماً، بعدما اضطرت أم لنقل طفلها الصغير إلى المستشفى المحلي لإنقاذه من ارتفاع حاد في درجة الحرارة، لتجد المكان شبه خالٍ من أي طاقم طبي أو شبه طبي.

الحادثة بدأت عندما لاحظت الأم علامات تعب شديد على طفلها، مصحوبة بارتفاع في درجة الحرارة بلغت نحو 40 درجة مئوية، ما دفعها إلى الإسراع بنقله إلى المستشفى على أمل الحصول على الإسعافات اللازمة. لكن الصدمة كانت كبيرة عندما دخلت قاعة الاستقبال لتجدها فارغة تماماً، لا طبيب ولا ممرض ولا حتى موظف استقبال، وكأن المكان مغلق رغم أنه يُفترض أن يكون مرفقاً صحياً متاحاً للمواطنين في كل الأوقات.

وبحسب شهادات مواطنين حضروا الواقعة، فإن المستشفى كان في ذلك الوقت شبه مهجور، ولم يتم العثور على أي مسؤول لتقديم الدعم أو الاستشارة، مما أجبر الأم على الانتظار وسط حالة من الهلع والخوف على حياة طفلها. بعض الأهالي أكدوا أن هذه ليست الحادثة الأولى التي يشهدها المستشفى، بل تكررت في مناسبات سابقة بسبب النقص الحاد في الموارد البشرية والمعدات الطبية، وهو ما يعكس أزمة أعمق يعاني منها القطاع الصحي في المناطق الداخلية.

هذا الحادث أثار ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول رواد الفيسبوك وتويتر مقاطع وتعليقات غاضبة، معتبرين أن ما حدث جريمة في حق المواطن وفضيحة تمس حق التونسيين في الحصول على الرعاية الصحية. البعض دعا إلى محاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال، فيما طالب آخرون بضرورة تدعيم المستشفى بالإطارات الطبية والتجهيزات الأساسية لتفادي وقوع كوارث مماثلة في المستقبل.

من جهتها، اعتبرت بعض الجمعيات المهتمة بالشأن الصحي أن هذه الحادثة ليست سوى غيض من فيض، مشيرة إلى أن عدداً من المستشفيات في الولايات الداخلية تعاني ظروفاً مشابهة، حيث النقص في الأطباء والأدوية وغياب المعدات الضرورية، ما يجعل حياة المواطنين في خطر دائم.

ويؤكد خبراء الصحة أن غياب الطاقم الطبي عن المؤسسات الصحية يُعد من أخطر مظاهر الإهمال، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال والحالات المستعجلة. كما شددوا على أن مثل هذه الممارسات قد تفقد المواطن الثقة في المنظومة الصحية، وهو ما يفتح الباب أمام معاناة أكبر في المستقبل.

هذه الحادثة المؤسفة تسلط الضوء مجدداً على ضرورة إعادة النظر في وضعية المستشفيات المحلية وتوفير الموارد البشرية اللازمة، إلى جانب تحسين ظروف العمل لجذب الكفاءات الطبية وتشجيعها على البقاء في هذه المناطق. فصحة المواطن حق أساسي لا يجب أن يخضع للإهمال أو التهاون.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *