اخبار المشاهير

منحرف يقتحم مبيت مدرسي ب الة حادة و يستولي على عدد من الهواتف

القيروان: اقتحام مبيت مدرسي وسرقة هواتف التلاميذ وسط حالة من الغضب والاحتجاج

شهدت مدينة القيروان ليلة البارحة حادثة خطيرة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط التربوية والأمنية على حد سواء، حيث أقدم شخص منحرف على اقتحام المبيت المدرسي للذكور التابع للمعهد النموذجي بالجهة، مستعملاً آلة حادة لترهيب التلاميذ، قبل أن يستولي على عدد كبير من هواتفهم الجوالة ثم يلوذ بالفرار.

تفاصيل الحادثة

وفق المعطيات المتوفرة، فقد تسلل الجاني في وقت متأخر من الليل إلى داخل المبيت المدرسي، وتمكن من الوصول إلى غرف التلاميذ الذين كانوا في حالة راحة ليلية. وفجأة، وجد التلاميذ أنفسهم تحت تهديد آلة حادة، ما أثار حالة من الرعب والفوضى داخل المكان. الجاني لم يتردد في الاستيلاء على الهواتف الجوالة التي كانت في متناول يده، ثم خرج مسرعاً تاركاً وراءه حالة من الذعر لدى التلاميذ.

التدخل الأمني السريع

بمجرد ورود البلاغ، تحركت الوحدات الأمنية في وقت قياسي وتمكنت من تحديد هوية المعتدي وإلقاء القبض عليه في فترة وجيزة. وأكدت مصادر أمنية أن عملية الإيقاف تمت دون أي أضرار إضافية، وأن الأبحاث متواصلة معه للكشف عن ملابسات الواقعة ودوافعها، مع إمكانية تورطه في حوادث مماثلة سابقة.

احتجاج التلاميذ

صبيحة اليوم الموالي، عبّر تلاميذ المعهد النموذجي بالقيروان عن غضبهم الكبير إزاء ما تعرضوا له، حيث دخلوا في إضراب احتجاجي داخل المؤسسة التربوية. التلاميذ اعتبروا أن ما حدث يمثل تهديداً مباشراً لسلامتهم الجسدية والنفسية، مطالبين بتوفير الحماية اللازمة داخل المبيتات والمؤسسات التعليمية.

زيارة والي الجهة والمسؤولين

إثر الحادثة، تحول والي القيروان رفقة المندوب الجهوي للتربية وثلة من الإطارات الجهوية إلى مكان الواقعة، حيث عاينوا الأضرار واستمعوا إلى شهادات بعض التلاميذ والإطار التربوي. وقد تم التأكيد على ضرورة تعزيز الحراسة داخل المبيتات، وتكثيف الدوريات الأمنية في محيط المؤسسات التعليمية، خاصة خلال الفترة الليلية، بهدف حماية التلاميذ وضمان ظروف إقامة آمنة.

تداعيات الحادثة

حادثة الاقتحام هذه سلطت الضوء مجدداً على مسألة تأمين المبيتات المدرسية في تونس، خصوصاً أن العديد من التلاميذ يقطعون مسافات طويلة لمتابعة تعليمهم ويضطرون للإقامة بعيداً عن عائلاتهم. وهو ما يجعل توفير بيئة آمنة داخل هذه المبيتات أمراً ضرورياً، ليس فقط لحماية ممتلكاتهم، بل أيضاً لسلامتهم النفسية والجسدية.

من جهة أخرى، أثارت الواقعة تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر أولياء التلاميذ عن استيائهم الكبير وخوفهم من تكرار مثل هذه الاعتداءات. البعض اعتبر أن الأمر يستوجب خطة وطنية لتأمين المؤسسات التربوية، فيما طالب آخرون بتركيب كاميرات مراقبة وتعزيز أعوان الحراسة.

الخلاصة

حادثة اقتحام المبيت المدرسي بالقيروان تكشف عن تحديات حقيقية تواجه المنظومة التربوية، حيث لم تعد المسألة مقتصرة على جودة التعليم فقط، بل شملت كذلك ضرورة توفير الحماية الجسدية والنفسية للتلاميذ. التحرك السريع للوحدات الأمنية في القبض على المعتدي مثل نقطة إيجابية، لكنه لا يلغي الحاجة إلى وضع استراتيجية شاملة تضمن عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.

وفي انتظار نتائج التحقيقات النهائية، يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن تأمين المبيتات المدرسية وضمان بيئة تربوية آمنة تليق بأبناء تونس، بعيداً عن الخوف والتهديدات؟