اخبار عامة

خلاف حول نقل تلميذة ينتهي بمأساة داخل معهد ثانوي في غار الدماء

في حادثة مؤلمة هزّت منطقة غار الدماء التابعة لولاية جندوبة، أقدمت امرأة، اليوم، على إضرام النار في جسدها داخل المعهد الثانوي الكبير بالمدينة، وذلك على خلفية خلاف إداري يتعلق بطلبها نقل ابنتها إلى نفس المؤسسة التعليمية. الحادثة، التي جرت أمام مرأى عدد من الحاضرين، أثارت صدمة واسعة في صفوف التلاميذ والإطار التربوي والمواطنين على حدّ سواء.

وحسب المعطيات الأولية، فإن المرأة كانت قد تقدمت بعدة مطالب لإدارة المعهد بخصوص قبول ابنتها للدراسة هناك، إلا أنّ الخلافات حول الإجراءات الإدارية والشروط القانونية المتعلقة بالنقل أدت إلى توتر الموقف. ووفق شهود عيان، فقد حاول بعض الحاضرين التدخل لتهدئة الوضع، لكن الأمور تطورت بشكل مأساوي وسريع، حيث أقدمت المرأة على إضرام النار في جسدها في لحظة انفعال حادة.

على الفور، تم الاتصال بوحدات الحماية المدنية التي هرعت إلى مكان الحادث وقدمت الإسعافات الأولية للمصابة، قبل أن يتم نقلها على جناح السرعة إلى المستشفى الجهوي بجندوبة لتلقي العلاج اللازم. ووفق مصادر طبية، فإن الضحية تعاني من حروق بدرجات متفاوتة الخطورة، وتخضع حاليًا للرعاية المركزة وسط محاولات حثيثة من الطاقم الطبي لإنقاذ حياتها.

الحادثة أثارت موجة من التعاطف والدعوات بالشفاء العاجل للمرأة، إلى جانب دعوات أخرى لضرورة فتح تحقيق في أسباب الحادث والظروف التي سبقت وقوعه. كما طالب عدد من الأهالي والمهتمين بالشأن التربوي بضرورة مراجعة آليات التواصل بين الإدارات والأولياء، تفاديًا لتكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة التي تهدد الأرواح وتترك أثرًا نفسيًا عميقًا في المجتمع.

من جانبهم، أكد خبراء اجتماعيون أنّ مثل هذه الحوادث تكشف عن حاجة ملحة لتوفير فضاءات حوار آمنة بين الأطراف المتنازعة، سواء في المجال التربوي أو الإداري بصفة عامة، حتى يتمكّن الأفراد من التعبير عن مطالبهم ومشاكلهم بطريقة حضارية وقانونية بعيدًا عن أي سلوك عنيف أو إيذاء للنفس.

وفي انتظار استكمال التحقيقات الرسمية لمعرفة جميع تفاصيل الحادث، تبقى الحالة الصحية للمرأة محور اهتمام كبير، خاصة أنّها تواجه وضعًا طبيًا صعبًا يتطلب رعاية خاصة وتضامنًا واسعًا من المجتمع.

نسأل الله السلامة للمصابة، وأن تتجاوز هذه المحنة في أسرع وقت، مع الأمل في أن تكون هذه الحادثة المؤلمة جرس إنذار يدفع الجميع إلى البحث عن حلول سلمية وفعالة لتفادي تكرار مثل هذه المآسي مستقبلًا.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *