نداء مؤثر من والدة عبد القادر الذهبي تطالب فيه بالحقيقة والعدالة

في حادثة مؤلمة هزّت قلوب التونسيين والجالية العربية في فرنسا، وجّهت السيدة والدة الشاب عبد القادر الذهبي نداءً مؤثراً إلى الرأي العام والسلطات الفرنسية، بعد وفاة ابنها في ظروف مأساوية أثارت تعاطفاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

القصة بدأت حين سافر عبد القادر إلى فرنسا قبل سنوات قليلة، باحثاً عن فرصة عمل وحياة كريمة تمكّنه من مساعدة عائلته في تونس وبناء مستقبل أفضل. وبحسب ما رواه أقاربه، كان عبد القادر شاباً مجتهداً وهادئ الطباع، يسعى دوماً لتحقيق أهدافه بعرق جبينه وبطرق قانونية وشرعية.

لكن مسار حياته تغيّر بشكل مأساوي عندما تعرّض، وفقاً لعائلته، للاستغلال من قبل مجموعة أشخاص استولوا على مدخراته وأمواله التي جمعها بصعوبة. هذا الموقف دفعه إلى محاولة الدفاع عن حقه بكل الطرق الممكنة، إذ كان مصمماً على استرجاع ما فقده.

والدة عبد القادر، والتي ظهرت في مقطع مصوّر نشر عبر وسائل الإعلام، تحدثت بصوت يملؤه الألم عن ابنها قائلة: “ولدي لم يكن يريد شيئاً سوى حقه… سافر ليعيش حياة كريمة، لكن الغدر كان في انتظاره. اليوم نطالب بالحقيقة والعدالة حتى لا تضيع روحه سدى.”

نداء الأم المكلومة لاقى تفاعلاً واسعاً من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الكثيرون عن تضامنهم العميق مع العائلة، مطالبين السلطات الفرنسية بفتح تحقيق شفاف يكشف كافة الملابسات المحيطة بالقضية ويضمن محاسبة كل من يثبت تورطه.

من جهتها، أكدت العائلة أنها ستتابع القضية قانونياً حتى النهاية، مشيرة إلى أن فقدان عبد القادر ليس مجرد خسارة فردية، بل مأساة إنسانية تستحق تسليط الضوء عليها حتى لا تتكرر مع شباب آخرين يسافرون بحثاً عن الأمان والعمل والحياة الكريمة.

الحادثة أثارت أيضاً تساؤلات حول أوضاع المهاجرين في أوروبا، والصعوبات التي يواجهونها سواء من حيث ظروف العمل أو الحماية القانونية، ما جعل من قصة عبد القادر رمزاً لمعاناة الكثيرين ممن يحلمون بمستقبل أفضل لكنهم يجدون أنفسهم في مواجهة مخاطر غير متوقعة.

في ختام نداءها، طالبت والدة عبد القادر المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية بالوقوف إلى جانبها حتى تحصل على العدالة الكاملة لابنها، مؤكدة أن ما تطلبه ليس سوى الحقيقة وإنصاف روح فقيدة كانت أحلامه أكبر بكثير من مصيره الحزين.