تونس العاصمة: تظاهرة تتحول إلى فوضى وأعمال عنف وسط دعوات للتهدئة
تونس العاصمة: فوضى واحتجاجات تتحول إلى أعمال عنف وسط دعوات للتهدئة
شهدت العاصمة التونسية مساء اليوم حالة من الفوضى والاضطراب خلال تظاهرة شارك فيها عدد كبير من المواطنين، سرعان ما تحولت إلى أعمال عنف وتدافع بين بعض المحتجين وقوات الأمن. وقد أدت المواجهات إلى تسجيل إصابات طفيفة في صفوف عدد من المشاركين، إلى جانب أضرار مادية بعد تكسير بعض الممتلكات العامة والخاصة.
بداية سلمية وتطورات سريعة
انطلقت التظاهرة في البداية بشكل سلمي، حيث تجمع المئات في وسط العاصمة رافعين شعارات تطالب بتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. إلا أن الوضع تغيّر تدريجياً مع حلول المساء، حين حاولت مجموعات صغيرة تجاوز الحواجز الأمنية، ما أدى إلى اندلاع مواجهات محدودة مع قوات الأمن.
وبحسب شهود عيان، فقد استخدمت الوحدات الأمنية الغاز المسيل للدموع لتفريق المتجمهرين بعد تسجيل حالات رشق بالحجارة، فيما عملت فرق الحماية المدنية على إجلاء عدد من المتضررين من المكان.
تواجد أمني مكثف
شهد وسط العاصمة تواجداً أمنياً كبيراً منذ ساعات الصباح تحسباً لأي انزلاقات، وتم نشر تعزيزات إضافية في المناطق المحيطة بساحة التظاهر وشارع الحبيب بورقيبة، مع إغلاق مؤقت لبعض الطرق الرئيسية لضمان سلامة المارة والممتلكات.
وأكد مصدر أمني أنّ التعليمات الصادرة لعناصر الأمن كانت واضحة بضرورة التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، مع حماية الممتلكات العامة والخاصة، مشيراً إلى أنّ وحدات الأمن تمكنت من إعادة الهدوء إلى المكان بعد ساعات من التوتر.
إصابات وأضرار مادية
وفقاً للمصادر ذاتها، تم نقل عدد من المحتجين إلى المستشفيات القريبة لتلقي الإسعافات، بعد تعرضهم لإصابات طفيفة ناجمة عن التدافع أو استنشاق الغاز. كما سجلت بعض الخسائر المادية، شملت تكسير نوافذ بعض المحلات التجارية والسيارات التي كانت مركونة بالقرب من موقع التظاهرة.
وقد عبّر عدد من التجار وأصحاب المحلات عن استيائهم من الأضرار التي لحقت بهم، مؤكدين أنّهم تفاجأوا بتحول المسيرة إلى فوضى غير متوقعة.
دعوات للتهدئة والحوار
من جهتها، دعت عدة منظمات مدنية وحقوقية إلى التهدئة وضبط النفس، مطالبة الأطراف المعنية بفتح حوار جدي لمعالجة أسباب الاحتقان. كما شددت على ضرورة احترام الحق في التظاهر السلمي في إطار القانون، مع رفض كل أشكال العنف والتخريب.
وأكد مراقبون أن تصاعد الغضب الاجتماعي في الآونة الأخيرة يعكس تزايد التوترات الاقتصادية والمعيشية التي يعيشها عدد من المواطنين، مشيرين إلى أن الحل لا يكون في المواجهة بل في الإصغاء لمطالب الناس وإيجاد حلول عملية.
مواقف رسمية
لم تصدر بعد أي بيانات رسمية حول حصيلة الإصابات أو حجم الأضرار، غير أن مصادر من وزارة الداخلية أكدت أن الوضع بات تحت السيطرة وأن التحقيقات جارية لتحديد المسؤوليات في ما حدث.
خاتمة
تذكّر أحداث اليوم في العاصمة التونسية بمدى أهمية الحوار والوعي الجماعي في التعامل مع الأزمات، بعيداً عن العنف أو التصعيد. ويأمل المواطنون أن تكون هذه الحادثة فرصة لمراجعة الأساليب المتبعة في التعبير عن المطالب، حتى تبقى التظاهرات أداة ديمقراطية سلمية تُسهم في بناء مستقبل أفضل، لا سبباً في الانقسام والفوضى.