اخبار عامة

مقال: سائح أجنبي يتعرّض لعملية تحيّل من قبل سائق تاكسي… حادثة تفتح النقاش من جديد حول القطاع

أثارت حادثة تعرّض سائح أجنبي لعملية تحيّل من قبل أحد سائقي التاكسي في تونس موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار مقطع مصوّر وثّق جزءًا من الواقعة وأظهر السائح في حالة صدمة واستياء شديدين. وتأتي هذه الحادثة لتعيد إلى الواجهة النقاش الدائم حول بعض التجاوزات التي يشهدها قطاع سيارات الأجرة، وتأثيرها السلبي على صورة البلاد وسياحتها.

وتفيد المعطيات المتداولة أنّ السائح كان في طريقه من أحد النزل إلى وجهة قريبة داخل المدينة، وهي مسافة قصيرة لا تتطلّب كلفة عالية، إلا أنّ سائق التاكسي استغل عدم دراية السائح بالتسعيرة المعتمدة، وقام بمطالبته بمبلغ يفوق بكثير التعريفة القانونية. وعند احتجاج السائح ومحاولته فهم قيمة المبلغ، دخل الطرفان في نقاش حاد قبل أن يقرّر السائح توثيق ما حصل.

التحيّل في قطاع التاكسي… ظاهرة معزولة أم مشكلة بنيوية؟

لا يمكن إنكار أنّ قطاع سيارات الأجرة في تونس يضم آلاف السائقين الذين يعملون وفق القانون ويحترمون قواعد المهنة، إلا أنّ بعض التجاوزات الفردية كثيرًا ما تسيء إلى صورة الجميع. فشكاوى المواطنين والسياح تتكرر حول رفع التعريفة أو عدم تشغيل العداد أو تغيير المسار لإطالة المسافة، وهي ممارسات تتعارض تمامًا مع القوانين المنظمة للمهنة.

ويعتبر المهنيون أنّ هذه السلوكيات لا تعبّر إلا عن أقلية محدودة، لكنّ تأثيرها كبير لأنها تمس بشكل مباشر ثقة الزائر في الخدمات وتنعكس على الانطباع العام الذي يحمله السائح عن البلد. فالسياحة، كقطاع استراتيجي، تعتمد بدرجة كبيرة على جودة الاستقبال ونزاهة الخدمات.

تفاعل أمني وسياحي مع الحادثة

وفق ما تم تداوله، فقد تدخلت السلطات المختصة فور علمها بالواقعة، وتم فتح تحقيق لتحديد هوية السائق واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، خاصة وأن مثل هذه التجاوزات قد تندرج ضمن خانة التحيل وتعريض سمعة الدولة للضرر.

كما بادرت بعض الهياكل السياحية بالتواصل مع السائح لتقديم اعتذار رمزي عمّا حصل، وهو ما يعكس حرص القطاع على حماية صورتـه ومعاملة الزوّار بأعلى درجات الاحترام.

دعوات إلى تنظيم أكبر للقطاع

أعادت هذه الحادثة طرح عدة أسئلة حول ضرورة تعزيز الرقابة على سيارات الأجرة، سواء عبر التكنولوجيات الحديثة مثل التطبيقات الرسمية، أو من خلال حملات المراقبة الميدانية، إضافة إلى تكثيف التوعية بالسلوك المهني السليم.

ويرى مختصّون أنّ الحل الأمثل يتمثل في الرقمنة الشاملة للقطاع، واعتماد آليات واضحة تمكّن السائح والمواطن من معرفة التعريفة بدقة، بما يحدّ من أي تجاوزات محتملة ويضمن تنافسية عادلة بين المهنيين.

خاتمة

تبقى حادثة تحيّل واحدة كفيلة بإحداث ضجة واسعة، لأنها تمس الزائر مباشرة وتخلف انطباعًا سلبيًا مهما كان حجم التجاوز الفعلي. وبين سائقين ملتزمين يعملون بشرف وأقلية تقوم بتصرفات تضر الجميع، تصبح المسؤولية مشتركة بين الدولة والمهنيين والمجتمع لحماية صورة تونس وضمان تجربة سياحية نظيفة وآمنة.
ومع المتابعة الجارية للحادثة، يأمل كثيرون أن تكون هذه الواقعة فرصة لإعادة ترتيب القطاع والحد من التجاوزات التي تُسيء للسياحة والاقتصاد وللبلاد ككل.