اخبار المشاهير

فيديو صادم من عين دراهم: تلميذ يعتدي على أستاذه داخل القسم!

في حادثة أثارت صدمة واستياءً واسعاً في الأوساط التربوية والاجتماعية، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي اليوم مقطع فيديو يوثّق مشاجرة عنيفة داخل أحد المعاهد الثانوية بمدينة عين دراهم التابعة لولاية جندوبة، حيث ظهر فيه تلميذ يعتدي جسدياً على أستاذه أثناء الدرس في مشهد مؤسف يعكس تدهوراً مقلقاً في العلاقة بين بعض التلاميذ والإطار التربوي.

المقطع، الذي لم تتجاوز مدته بضع ثوانٍ، أظهر حالة من الفوضى داخل القسم، حيث حاول بعض التلاميذ التدخل لفضّ الشجار وسط صراخ وذهول باقي زملائهم. وقد خلفت الحادثة حالة من الغضب الشديد لدى عدد كبير من المربين وأولياء الأمور الذين اعتبروا ما حصل “تجاوزاً خطيراً لحرمة المؤسسة التربوية ومكانة المربي”.

من جانبها، أكدت مصادر تربوية بالجهة أن الحادثة وقعت خلال حصة دراسية بعد خلاف بسيط بين الأستاذ والتلميذ، ليتحول الأمر إلى عنف لفظي ثم جسدي. وقد تدخلت إدارة المعهد لاحتواء الوضع وإعلام المندوبية الجهوية للتربية التي فتحت تحقيقاً عاجلاً لتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة.

العديد من المعلقين على مواقع التواصل اعتبروا أن مثل هذه السلوكيات ليست سوى نتيجة تراكمات من العنف الاجتماعي وضعف القيم التربوية والانضباط داخل المؤسسات التعليمية. في المقابل، دعا آخرون إلى ضرورة مراجعة المنظومة التربوية بشكل شامل، وإعادة الاعتبار لدور المعلم وهيبة المدرسة باعتبارها فضاءً للعلم والتربية لا ساحة للعنف والصراع.

الأساتذة في عين دراهم عبّروا عن تضامنهم الكامل مع زميلهم وطالبوا بتشديد العقوبات ضد كل من يعتدي على الإطار التربوي، مؤكدين أن مثل هذه الممارسات تمسّ كرامة المربي وتؤثر سلباً على المناخ الدراسي. كما دعا الاتحاد العام التونسي للشغل إلى تحرك وطني لحماية المربينووضع آليات ردع فعالة للحد من الاعتداءات المتكررة داخل المؤسسات التربوية.

من جهتها، ناشدت جمعيات الأولياء والمجتمع المدني وزارة التربية بالتدخل العاجل وتنظيم حملات توعية وطنية تستهدف التلاميذ والأولياء حول أهمية احترام الإطار التربوي والقوانين المدرسية، إلى جانب توفير الإحاطة النفسية للطرفين بعد مثل هذه الحوادث.

حادثة عين دراهم تفتح مجدداً النقاش حول أزمة القيم والعنف المدرسي في تونس، وتطرح تساؤلات جدية حول دور العائلة، الإعلام، والمدرسة في ترسيخ ثقافة الاحترام والحوار داخل المجتمع التونسي.

ويبقى الأمل أن تكون هذه الحادثة المؤلمة ناقوس خطر يدقّ من جديد لتنبيه الجميع إلى ضرورة إنقاذ المدرسة التونسية من الانفلات القيمي، وإعادة بناء الثقة بين التلميذ والمربي في إطار من الاحترام المتبادل والمسؤولية المشتركة.