اخبار عامة

سيدي بوزيد: حريق ضخم في السوق الأسبوعية

شهدت مدينة سيدي بوزيد صباح اليوم حادثة خطيرة تمثلت في اندلاع حريق كبير بالسوق الأسبوعية الواقعة على طريق 7 نوفمبر، حيث تصاعدت ألسنة اللهب والدخان الكثيف في السماء، ما أثار حالة من الفزع في صفوف التجار والحرفاء على حد سواء.
تفاصيل الحادثة
بحسب شهود عيان، فإن الحريق اندلع في الجهة المخصصة لبيع السلع والبضائع، وسرعان ما امتد إلى مساحات واسعة بفعل قوة النيران وكثرة المواد القابلة للاشتعال داخل السوق، مثل الأقمشة، الأخشاب، والمواد البلاستيكية. وقد أكد التجار أن النيران اندلعت بسرعة كبيرة، ما صعّب من مهمة السيطرة عليها في الدقائق الأولى.
ورغم مرور أكثر من ساعة على اندلاع الحريق، فإن محاولات الإطفاء ما زالت متواصلة إلى حدود الآن، في ظل صعوبات تتعلق بشدة الرياح وضيق المسالك داخل السوق، ما حال دون تدخل سريع وفعّال لسيارات الحماية المدنية في جميع النقاط المتضررة.
تدخل الحماية المدنية والسلطات
فرق الحماية المدنية تحولت بكثافة إلى عين المكان فور ورود البلاغ، مدعومة بعدة شاحنات إطفاء وفرق إنقاذ، في محاولة لمحاصرة النيران ومنعها من التمدد إلى بقية الفضاءات التجارية المجاورة. كما تنقّلت وحدات أمنية لإخلاء السوق وتنظيم عملية التدخل، إلى جانب فرق طبية وضعت في حالة استعداد لتأمين أي حالات اختناق أو إصابة قد تطرأ.
من جهتها، أكدت السلطات الجهوية في سيدي بوزيد أنها تتابع الوضع عن كثب، حيث تحوّل ممثلون عن الولاية والبلدية إلى مكان الحادثة لمعاينة الأضرار وتنسيق الجهود بين مختلف الهياكل.
خسائر مادية فادحة
حتى اللحظة، لم تُسجّل خسائر بشرية مؤكدة، وهو ما يبعث على الارتياح، غير أن الخسائر المادية تبدو جسيمة. فقد أتت النيران على عدد كبير من المحلات والسلع المعروضة، وهو ما قد يتسبب في خسائر مالية هائلة للتجار الذين يعتمدون على هذا السوق الأسبوعي كمصدر رزق أساسي.
التجار المتضررون عبّروا عن صدمتهم من حجم الخسائر، مؤكدين أنهم فقدوا كل بضائعهم خلال دقائق معدودة، وأن هذا الحادث سيترك انعكاسات كبيرة على أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية.
أسباب الحريق قيد التحقيق
فيما يتعلق بأسباب اندلاع الحريق، لا تزال المعطيات غير واضحة، حيث فتحت السلطات الأمنية تحقيقاً مبدئياً بالتعاون مع الحماية المدنية لتحديد مصدر النيران. بعض الشهادات تحدثت عن احتمال تماس كهربائي داخل أحد المحلات، في حين رجّح آخرون أن يكون الحريق ناجماً عن شرارة عفوية أو استعمال خاطئ لمواد قابلة للاشتعال. لكن تبقى هذه الفرضيات غير مؤكدة في انتظار نتائج التحقيقات الرسمية.
دعوات للتضامن والحماية
الحادثة أثارت تعاطفاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من التونسيين عن تضامنهم مع التجار المتضررين، داعين الدولة إلى التدخل العاجل لمساعدتهم وتعويضهم. كما طالب نشطاء بضرورة مراجعة شروط السلامة داخل الأسواق الأسبوعية، من خلال:
وضع تجهيزات إطفاء أولية داخل الأسواق.
تحسين البنية التحتية وتوسيع الممرات لتمكين سيارات الإطفاء من التدخل السريع.
مراقبة الشبكات الكهربائية وتحديثها لتفادي الحرائق.
الخلاصة
يبقى حريق السوق الأسبوعية بسيدي بوزيد حادثة مؤلمة بكل المقاييس، ليس فقط بسبب الخسائر المادية الفادحة، بل أيضاً لما خلفه من رعب في صفوف المواطنين. ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الحماية المدنية للسيطرة على النيران، فإن الحادثة تدعو إلى وقفة جدية لمراجعة إجراءات السلامة والوقاية في مثل هذه الفضاءات التي يرتادها آلاف المواطنين أسبوعياً.
نسأل الله السلامة للجميع، وأن تمر هذه الأزمة بأقل الأضرار الممكنة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *