اخبار رياضة

قصة مؤلمة لأب مريض فقد زوجته ويكافح من أجل أطفاله الثلاثة

أب فقد زوجته ومرض فخسر عمله: نداء إنساني لمساعدة “علي” وأطفاله الثلاثة على تجاوز محنتهم

في مشهد مؤلم يعكس معاناة العديد من العائلات التونسية الهشة، يعيش علي، وهو أب لثلاث فتيات صغيرات، وضعًا اجتماعيًا وإنسانيًا صعبًا بعد أن فقد زوجته، وتدهورت حالته الصحية، ثم خسر مورد رزقه الوحيد. قصة هذا الأب المكلوم تحرك القلوب وتكشف عن واقع مرير يحتاج إلى تكاتف المجتمع ومدّ يد العون.

كان علي في وقت سابق يدير حانوتًا صغيرًا يقتات منه هو وعائلته المتواضعة، لكن المرض الذي ألمّ به أضعف قدرته على مواصلة العمل. ومع تدهور وضعه الصحي، اضطر إلى استعمال رأس ماله لتغطية مصاريف العلاج ومستلزمات بناته، إلى أن وجد نفسه دون دخل، ما أدى في النهاية إلى غلق المحل وإفلاسه بالكامل.

اليوم، يعيش علي في منزل متواضع مع بناته الثلاث، يحاول بكل جهده توفير لقمة العيش، لكنه عاجز عن تسديد معاليم الكراء المتراكمة منذ ثلاثة أشهر، حيث بلغت قيمة الإيجار الشهري 200 دينار، أي ما مجموعه 600 دينار متخلدة بذمته. وبسبب تراكم الديون، تم قطع التيار الكهربائي عن منزله، ليجد نفسه مضطرًا لإضاءة المكان بالشمع في الليل حتى لا تخاف بناته من الظلام.

رغم الظروف القاسية، يحاول الأب المحافظة على ابتسامة صغيراته وتأمين الحد الأدنى من الاستقرار لهن، لكن الوضع أصبح لا يُطاق. فبين متطلبات المعيشة اليومية وتكاليف الإيجار والفواتير، أصبح علي يعيش حالة من اليأس والحيرة، لا يدري كيف يخرج من أزمته.

هذه الحالة الإنسانية تستدعي تضامن المجتمع المدني والخيرين، خصوصًا أن البنات الصغيرات لا ذنب لهن في ما حدث، وهن بحاجة إلى بيئة آمنة ودافئة تضمن لهن أبسط حقوق الطفولة. فمدّ يد المساعدة لعائلة علي اليوم ليس مجرد صدقة، بل عمل إنساني نبيل يُعيد الأمل لعائلة فقدت الكثير.

وقد قال رسول الله ﷺ:
“أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا”، وأشار بالسبابة والوسطى، ليدل على عظم أجر من يسعى إلى رعاية اليتيم ومساعدة المحتاجين.

كل مساهمة، مهما كانت بسيطة، يمكن أن تُحدث فرقًا في حياة هذه الأسرة، سواء بالمساعدة المالية لتسديد الإيجار، أو بتوفير المواد الغذائية الأساسية، أو حتى بالمساهمة في إعادة التيار الكهربائي للمنزل.

إن قصة علي وبناته ليست مجرد حالة فردية، بل هي مرآة لواقع اجتماعي يحتاج إلى الرحمة والتكاتف، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الكثير من المواطنين. وقد أثبت التونسيون مرارًا أنهم شعب متضامن في الشدائد، وأن الأمل يبقى قائمًا طالما هناك من يسمع نداء الإنسانية.

نسأل الله أن يفرّج كرب هذا الأب الصابر، ويكتب الأجر لكل من يمد له يد العون، وأن تكون هذه القصة باعثًا على إحياء قيم الرحمة والتكافل الاجتماعي التي ميّزت المجتمع التونسي عبر العصور.