العنوان : مأساة في سيدي بوزيد — وفاة شابين أثناء تركيب منظومة طاقة شمسية
في صباح الجمعة 28 نوفمبر 2025، هزّت منطقة سيدي بوزيد في تونس خبر وفاة شابين في العقد الثاني من العمر إثر صعقة كهربائية أثناء قيامهما بأشغال تركيب منظومة للطاقة الشمسية داخل أحد المنازل. الشابّان — أحدهما من منطقة بئر الحفي محلية والآخر من العاصمة تونس — كنت محطّة حكم القدر في حادث مأساوي ترك أثرًا عميقًا في نفوس الجميع. الرحمة لهما، والصبر لأهليهما.
الحادث يعكس بوضوح المخاطر الكامنة في أعمال الكهرباء، لا سيما حين يتعلق الأمر بتركيب أنظمة شمسية كهروضوئية. فالألواح والمعدات المرتبطة بها تولّد تيّارًا كهربائيًا، ما يجعل العمل دون مراعاة التدابير الوقائية أمرًا شديد الخطورة. غالبية حوادث الصعقة تنتج عن أخطاء في الأسلاك أو التوصيلات، ككابلات صدئة أو توصيلات ضعيفة، أو لمس أجزاء محمولة للتيار عن غير قصد. كما أن التيار الكهربائي، حتى بجهد «منزلي» بسيط، قادر على التسبب بصدمات قاتلة إذا مرّ عبر القلب أو الجهاز العصبي.
للأسف، ضعف أو غياب معدات الوقاية، وعدم فصل النظام الكهربائي قبل الشروع في التوصيل، وعدم التزام معايير التأريض والسلامة هما من أبرز أسباب هذه المآسي. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يُغفل عن أن اللوحات الشمسية تبقى نشطة طالما تعرضت لأشعة الشمس، حتى لو كان المفتاح العام مغلقًا — ما يعني أن مجرد ملامسة غير محسوبة لعناصر النظام قد تؤدي إلى صدمة كهربائية.
بالتالي، تصبح ضرورة تطبيق قواعد السلامة — ارتداء قفازات عازلة، فصل دائرة التيار الكهربائي، التأكد من جودة الأسلاك والتوصيلات، استخدام معدات الحماية الشخصية، وفحص النظام بدقة قبل العمل عليه — أمورًا ليست اختيارية بل حياتية بامتياز. هذه الإجراءات تقلل من مخاطر الحوادث بشكل كبير، وقد تحفظ حياة إنسان.
قصة هذا الحادث في سيدي بوزيد ليست مجرد رقم أو خبر عابر — بل هي دعوة صادقة لزيادة التوعية في المجتمع حول خطر الكهرباء والإهمال في أعمال التركيب. كما هي رسالة إلى كل من يشتغل في هذا المجال أو يفكر بالقيام به: لا تجعل ما يربطك بالكهرباء هو الحظ أو التجربة، بل التزم بالمعايير، وكن يقظًا في كل خطوة.
وفي إطار التعاطف والتضامن، نذكر أنّ فقدان شابين في مقتبل العمر هو فقد لا يُعوّض، ليس فقط لأهليهما، بل لكل من عرفهما أو كان على موعد معهما. ندعو الله أن يتغمدهما بواسع رحمته، وأن يلهم أهلهما وذويهما جميل الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.