معاناة أم بين الفقر والحرمان… صرخة استغاثة من أجل حياة كريمة لأطفالها
تعيش بعض العائلات ظروفاً قاسية قد لا يشعر بها أحد، ومع ذلك تستمر في الصمود رغم ضيق الحال وغياب أبسط مقومات العيش الكريم. وفي قلب هذه المعاناة، تبرز قصة أم وجدت نفسها محاصرة بين المسؤوليات الثقيلة، غياب الدعم، وانعدام الموارد، حتى باتت غير قادرة على توفير قوت يومها ولا على حماية أطفالها من الجوع في بعض الأيام.
يوميات مثقلة بالهموم
تروي الأم معاناتها بدموع مختنقة: “نعيش مع زوز معاقين، وأنا مانيش قادرة نمشي، ومعنديش شهرية… أولادي ساعات يقعدو بلاش أكل.”
هذه الكلمات تختزل حالة اجتماعية صعبة، حيث تجد امرأة نفسها مضطرة لرعاية شخصين من ذوي الإعاقة، إضافة إلى أطفال صغار يحتاجون لتوفير الغذاء والدواء والملبس، دون أي دخل ثابت أو مساعدة مالية قارة.
ففي ظل غياب مورد رزق، تتحول أبسط الحاجيات اليومية — كسندويتش صغير أو لتر حليب — إلى عبء كبير. وتزداد الأزمة حدّة حين يتكرر العجز عن توفير الطعام، مما يخلق حالة من الألم النفسي العميق للأم التي لا تقوى على رؤية أطفالها يعانون وهي عاجزة عن فعل شيء.
معاناة مضاعفة في ظل غياب الدخل
عدم وجود شهرية أو دعم اجتماعي منتظم يجعل الوضع أكثر هشاشة. فهذه الأم ليست فقط بلا عمل، بل غير قادرة على الخروج أو التنقل بسبب مسؤوليتها المباشرة على شخصين من ذوي الإعاقة. هذا الواقع يحرمها من فرصة البحث عن عمل أو الالتحاق ببرنامج من برامج التكوين أو تشغيل محدود.
وتبقى الأسرة كلهـا رهينة الوضعية: كل يوم معركة جديدة، بين الضروريات الملحّة والفقر الذي يزداد ضغطه يوماً بعد يوم. وفي غياب مداخيل، تصبح الفاتورة البسيطة والكيس الغذائي شيئاً عصياً على المنال.
تأثير نفسي واجتماعي عميق
لا يقتصر الألم على الجانب المادي فقط، بل يمتد إلى الجانب النفسي الذي كثيراً ما يكون الأصعب. فالأم تشعر بثقل المسؤولية، وبالوحدة في ظل غياب سند قريب أو بعيد.
يشكّل العجز عن إطعام الأطفال صدمة يومية تترك أثراً كبيراً، ليس فقط على الأم، بل على الصغار الذين قد يكبرون في بيئة تتسم بالحرمان، ما قد ينعكس سلباً على صحتهم النفسية وتوازنهم العاطفي.
كما تؤدي هذه الظروف إلى تراجع المستوى الدراسي للأطفال، إذ يصعب على طفل جائع التركيز أو المتابعة الجيدة. وتصبح الأسرة مهددة بأزمة مركّبة: فقر، مرض، هشاشة اجتماعية، وإحساس باللاانتماء.
ضرورة تدخل المجتمع ومؤسسات الدولة
هذه الحالة ليست مجرد قصة فردية، بل نموذج لحالات عديدة تعيش في الظل. وهي تذكير قوي بأهمية دور الدولة والجمعيات والمجتمع المدني في حماية الأسر الهشة، وخاصة العائلات التي تضم أشخاصاً من ذوي الإعاقة.
التدخل يمكن أن يتجسد في:
- توفير منحة قارة للعائلات المعوزة.
- إسناد مساعدات غذائية شهرية.
- تفعيل برامج خاصة بالأسر التي ترعى ذوي الإعاقة.
- تقديم دعم نفسي ومرافقة اجتماعية.
وقد تكون خطوة صغيرة، مثل سلة غذائية أو منحة بسيطة، كفيلة بإعادة الأمل لعائلة تعاني يومياً من ضغط الحياة.
خاتمة
قصة هذه الأم هي صرخة حقيقية تعكس معاناة الكثيرين ممن يعيشون في ظروف صعبة بعيداً عن الأضواء. وهي دعوة لإعادة النظر في أوضاع العائلات الهشة، وإيلاء الاهتمام بمن يحتاج فعلاً إلى المساعدة.
فلا ينبغي أبداً أن يوجد طفل ينام بلا عشاء، ولا أم تتحسس صراخ أطفالها وهي عاجزة عن تقديم أبسط ما يستحقونه.
إنها حكاية ألم، لكنها أيضاً دعوة للأمل… علّ من يقدر، يسمع.