اخبار الهجرة

حادثة اعتداء داخل حضانة: تحقيقات متواصلة بعد تورّط مروّضة في معاملة سيئة لطفل متوحد

شهدت إحدى الحضانات في إحدى مناطق العاصمة تونس حالة استياء واسعة، بعد تداول معلومات تشير إلى تعرّض عدد من الأطفال لاعتداءات جسدية من قبل مروّضة تعمل بالمؤسسة. وقد أثارت هذه الحادثة ردود فعل غاضبة لدى الأولياء، ودفعـت السلط المعنية إلى فتح تحقيق عاجل للكشف عن ملابسات ما جرى وضمان حماية الأطفال داخل فضاءات التربية المبكرة.

وحسب ما أكدته مصادر مطلعة من محيط الحضانة، فقد لاحظ بعض الأولياء علامات غير معتادة على أطفالهم، مثل الخوف المفرط أو الامتناع عن الذهاب إلى الحضانة. ومع تواصل الشكوك، تم الاستماع لشهادات عدد من الأطفال ممّن عبّروا بطريقة طفولية وبريئة عن إحساسهم بالخوف من المروّضة المعنية. هذه الشهادات دفعت الأولياء إلى التحرك، والتوجه إلى إدارة الحضانة لطلب توضيحات وضمان سلامة أبنائهم.

وقد قامت إدارة الحضانة، فور تلقي الشكاوى، بإيقاف المروّضة مؤقتًا عن العمل إلى حين استكمال التحقيق، معتبرةً أن سلامة الأطفال تأتي قبل أي اعتبار آخر، وأن أي شبهة اعتداء تستوجب التعامل معها بكل جدية ومسؤولية. كما عبّرت الإدارة عن استعدادها الكامل للتعاون مع السلطات الأمنية والصحية لمتابعة القضية في مختلف مراحلها.

من جانبها، تنقلت وحدات الأمن المختصة إلى الحضانة، وشرعت في الاستماع إلى الأولياء وإلى بقية العاملين بالمؤسسة، إضافة إلى الاطلاع على ظروف العمل داخل الحضانة والتثبت من مدى احترامها لمعايير الجودة والسلامة المعمول بها في قطاع الطفولة المبكرة. كما تم توجيه الأطفال المعنيين – بإذن من أوليائهم – إلى المختصين النفسيين في حال استوجب الأمر ذلك، قصد تقييم أي آثار نفسية قد تكون مرتبطة بالحادثة.

وتشهد تونس منذ سنوات ارتفاعًا في عدد الحضانات الخاصة، ما يجعل الرقابة على هذا القطاع ضرورية لضمان جودة التأطير وحماية الأطفال من أي تجاوز محتمل. وفي ضوء هذه الحادثة، أعاد العديد من الخبراء التأكيد على أهمية تكوين العاملين في رياض الأطفال والحضانات بشكل متخصص في التربية، والتعامل الإنساني مع الطفل، وفهم احتياجاته النفسية والسلوكية.

كما دعا أولياء الأمور في الجهة المعنية إلى تعزيز الرقابة الرسمية والذاتية داخل هذه المؤسسات، وإحداث آليات تبليغ فعّالة تضمن التدخل السريع كلما ظهرت شبهة سوء معاملة أو تقصير. وفي الوقت نفسه، شددوا على ضرورة عدم التعميم، إذ توجد حضانات كثيرة تعمل بمستوى عالٍ من المهنية والالتزام.

ومع تواصل التحقيقات، ينتظر الجميع الإجراءات التي ستُتخذ لاحقًا بناءً على نتائج التحريات، سواء فيما يتعلق بمسؤولية المروّضة، أو بتقييم ظروف العمل داخل الحضانة، أو باتخاذ تدابير إضافية لحماية الأطفال ومنع تكرار مثل هذه الحوادث.

وتبقى سلامة الطفل وكرامته من أبرز الأولويات التي تستوجب يقظة دائمة من الأولياء، والمربّين، والسلطات المختصة، لضمان بيئة تربوية سليمة وآمنة لكل الأطفال.