اخبار عامة

قاعات الدرس تتحول الى عاصفة امطار فوق التلاميذ

قاعات تدريس في وضع كارثي بمعهد ابن رشد: صرخة تلاميذ لإنقاذ حقهم في بيئة تعليمية لائقة

أثار مقطع فيديو صوره أحد التلاميذ بمعهد ابن رشد ضجة واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، بعدما كشف عن الحالة المتردية لإحدى قاعات التدريس المتنقلة (préfabriqué). الفيديو أظهر وضعًا كارثيًا بكل المقاييس، حيث القاعة متهالكة والجدران متشققة، في مشهد يعكس حجم المعاناة التي يعيشها التلاميذ يوميًا داخل فضاءات من المفترض أن تكون آمنة ومهيأة للتعلم.

واقع مؤلم داخل القاعات المتنقلة

التلاميذ الذين يزاولون تعليمهم في هذه القاعات يفتقرون إلى أبسط شروط الراحة والأمان. فالأرضيات متآكلة، والجدران غير عازلة، فيما تتسرب مياه الأمطار شتاءً ويشتد الحر صيفًا، ما يجعل عملية التركيز داخل الدروس شبه مستحيلة. كما أن غياب التهوية والإضاءة الجيدة يزيد من صعوبة الوضع، ليجد التلميذ نفسه في مواجهة بيئة طاردة بدل أن تكون محفزة على التعلم.

الفيديو المتداول أظهر أيضًا مدى القلق الذي يعيشه التلاميذ وأولياؤهم، حيث باتوا يعتبرون أن هذه القاعات لم تعد صالحة حتى كفضاء مؤقت للتدريس.

الحاجة الملحة للتدخل

الحالة التي ظهرت في معهد ابن رشد ليست معزولة، بل هي جزء من مشهد أشمل تعاني منه عدة مؤسسات تعليمية في مختلف الجهات. غير أن الوضع في هذه القاعات المتنقلة بلغ مستوى خطيرًا يستدعي تدخلًا سريعًا من الجهات المعنية، سواء عبر ترميمها بشكل عاجل أو استبدالها بفضاءات أكثر أمانًا.

المختصون في الشأن التربوي يؤكدون أن الحق في التعليم لا يقتصر على المناهج والبرامج فقط، بل يشمل أيضًا البيئة المدرسية التي يجب أن تكون آمنة وصحية. فالتلميذ الذي يدرس في ظروف غير إنسانية يفتقد إلى التركيز والتحفيز، وهو ما ينعكس سلبًا على مردوده الدراسي ومستقبله.

أصوات الأهالي والتلاميذ

أولياء الأمور عبّروا عن استيائهم العميق من هذه الوضعية، مؤكدين أن أبناءهم يتعرضون يوميًا لمخاطر صحية ونفسية. بعضهم وصف الوضع بأنه “إهانة لحق التلميذ في بيئة تعليمية محترمة”، فيما دعا آخرون إلى حملة وطنية لترميم المؤسسات التربوية.

التلاميذ بدورهم أطلقوا صرخة واضحة في الفيديو: “نحب نقراو في ظروف تليق بينا”. وهي رسالة مباشرة إلى السلطات بأن الاستثمار في التعليم يبدأ بتأمين فضاءات صالحة وآمنة.

ضرورة حلول جذرية

معالجة هذه الأزمة لا يجب أن تقتصر على ترقيع سريع أو حلول وقتية، بل ينبغي وضع خطة شاملة لإعادة تأهيل القاعات المتنقلة أو الاستغناء عنها نهائيًا. كما يجب التفكير في توزيع أفضل للموارد، بما يضمن أن كل مؤسسة تعليمية في المدن أو الأرياف تحظى بالحد الأدنى من البنية التحتية.

خاتمة

ما كشفه فيديو معهد ابن رشد ليس مجرد حادثة عابرة، بل هو مرآة لواقع يعيشه آلاف التلاميذ يوميًا. فالتلميذ يحتاج إلى بيئة صحية وحماية كاملة ليواصل دراسته بكرامة، وأي تقصير في هذا المجال هو تقصير في حق الأجيال القادمة.

اليوم، يقف الجميع أمام مسؤولية جماعية: الدولة، المجتمع المدني، وحتى الإعلام، لإيصال هذه الصرخة وتحويلها إلى فعل ملموس. فالتعليم هو الاستثمار الأهم، وأي إهمال فيه يهدد مستقبل البلاد بأكملها.