حادثة طارئة في مستشفى الأغالبة: الأمن يتدخل لحماية طبيبة من مريض في حالة توتر
حادثة طارئة في مستشفى الأغالبة: الأمن يتدخل في الوقت المناسب لحماية الإطار الطبي
شهد مستشفى الأغالبة بالقيروان مساء اليوم حادثة استوجبت تدخّل الوحدات الأمنية على وجه السرعة، بعد أن حاول أحد المرضى الاعتداء على طبيبة تعمل بالقسم باستعمال أداة حادة، في واقعة أثارت حالة من التوتر داخل المؤسسة الصحية.
ولحسن الحظ، تمكن أعوان الأمن المتواجدون بالمكان من التدخل السريع واحتواء الموقف دون وقوع إصابات في صفوف الإطارات الطبية وشبه الطبية، مما جنّب المستشفى كارثة حقيقية.
ووفقًا للمعطيات الأولية، فإن المريض كان يقيم منذ أيام داخل المستشفى لتلقي العلاج، قبل أن يدخل في حالة توتر نفسي حادة جعلته يقدم على تصرفات غير متزنة، حيث حاول الاعتداء على الطبيبة المشرفة على حالته.
وبحسب شهادات من داخل المستشفى، فقد تمت السيطرة عليه بسرعة بفضل يقظة الإطار الأمني والطبي، الذي تعامل مع الموقف بحذر شديد حفاظًا على سلامة الجميع.
وقد تم على الفور تأمين المكان ونقل المريض إلى قسم خاص لتلقي الإسعافات اللازمة، خاصة بعد أن تبيّن أنه ألحق جروحًا بنفسه أثناء حالة الاضطراب التي كان يعيشها.
وأكد مصدر طبي أن حالته الصحية ما تزال تحت المتابعة الدقيقة، وأنه سيخضع لاحقًا لتقييم طبي ونفسي لمعرفة الأسباب التي دفعته إلى هذا التصرف الخطير.
من جهتها، عبرت النقابات الصحية عن تضامنها الكامل مع الطبيبة وكل العاملين بالمستشفى، داعية إلى ضرورة توفير ظروف عمل آمنة داخل المؤسسات الصحية، خاصة في ظل تزايد الضغوط النفسية على المرضى وأعوان الصحة على حد سواء.
كما طالبت بتركيز نقاط أمنية قارة داخل المستشفيات الكبرى لتفادي مثل هذه المواقف الطارئة التي تهدد سلامة الإطارات العاملة.
من ناحية أخرى، فتحت السلطات الأمنية تحقيقًا في الحادثة بإشراف النيابة العمومية بالقيروان، من أجل تحديد ملابسات ما جرى والتثبت من الحالة النفسية للمريض، خصوصًا وأن المؤشرات الأولية تشير إلى أنه كان يعاني من اضطرابات عقلية مؤقتة.
وأكد مصدر أمني أن مثل هذه الحوادث تُعالج بحذر شديد وبحس إنساني، مراعاةً لظروف المرضى وحمايةً للإطار الطبي.
وقد لاقت سرعة تدخّل الأمن إشادة واسعة من العاملين والمواطنين على حد سواء، إذ ثمّن الجميع التنسيق الفعّال بين أعوان الصحة والشرطةالذي ساهم في السيطرة على الموقف في وقت وجيز دون أي خسائر تُذكر.
وتؤكد هذه الحادثة أهمية تأمين المؤسسات الصحية وتعزيز حضور الدعم النفسي داخلها، ليس فقط لفائدة المرضى، بل أيضًا للأطباء والممرضين الذين يواجهون يوميًا ضغوطًا مهنية كبيرة.
ويبقى الهدف الأساسي هو ضمان سلامة الإطار الطبي والمرضى على حد سواء، وتوفير بيئة علاجية يسودها الاحترام والطمأنينة.
وفي انتظار نتائج التحقيق، يواصل مستشفى الأغالبة عمله بصفة عادية، وسط دعوات من الأهالي إلى دعم العاملين فيه لما يقدمونه من جهود إنسانية يومية في خدمة المرضى رغم الظروف الصعبة.