اخبار المشاهير

أحداث مؤسفة خلال مباراة كرة اليد بين جمعية الزهراء والجمعية النسائية بتازركة

شهدت القاعة المغطاة بتازركة اليوم الأحد 30 نوفمبر 2025 أجواء مشحونة انتهت بوقوع مشادات بين لاعبات جمعية الزهراء لكرة اليد ولاعبات الجمعية النسائية بتازركة لصنف الوسطيات، في حادثة أثارت استياء واسعًا داخل الوسط الرياضي وطرحت تساؤلات حول أسباب التوتر الذي رافق المباراة منذ بدايتها.

وتعود تفاصيل الحادثة إلى الدقائق الأخيرة من اللقاء، حيث ارتفعت حدة المنافسة بشكل غير اعتيادي بين الفريقين، قبل أن تتصاعد التوترات وتتحول إلى احتكاكات جسدية تجاوزت الإطار الرياضي. وقد تدخل الإطار الفني للفريقين سريعًا لمحاولة تهدئة الوضع، إضافة إلى تدخل أعوان القاعة لمنع امتداد الخلاف وضمان سلامة اللاعبات.

وتشير روايات شهود من الحاضرين إلى أن شرارة التوتر انطلقت إثر احتكاك بين لاعبتين خلال إحدى الهجمات، وهو ما أدى إلى ردود فعل متبادلة تسببت في نشوب مناوشات شاركت فيها عدة لاعبات. وعلى الرغم من محاولة الحكم السيطرة على الوضع، فإن الانفعال الميداني كان قويًا، مما استدعى توقف المباراة قبل استكمال وقتها القانوني.

وقد عبّرت جمعية الزهراء لكرة اليد عن أسفها لما حدث، معتبرة أن مثل هذه المشاهد لا تمثل الروح الرياضية التي يفترض أن تسود في مختلف المنافسات، وخاصة على مستوى الأصناف الشابة. كما شدّدت على ضرورة حماية اللاعبات وتعزيز ثقافة الاحترام المتبادل مهما كانت نتيجة المباراة أو أهمية الرهان الرياضي.

من جهتها، أكدت أطراف مطلعة أن الجامعة التونسية لكرة اليد قد تفتح تحقيقًا حول الأحداث التي رافقت اللقاء، بهدف تحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات اللازمة وفق القوانين الرياضية المعمول بها، حمايةً لسمعة الرياضة النسائية وضمانًا لسلامة المشاركات في مختلف المسابقات.

وتُعد هذه الواقعة دعوة جديدة لإعادة النظر في كيفية إدارة مباريات الأصناف الصغرى والمتوسطة، خاصة في ظل تكرر التوترات في بعض اللقاءات. فهذه الفئة العمرية تحتاج إلى تأطير تربوي ورياضي شامل يضمن اكتساب المهارات الفنية دون الانزلاق نحو ردود فعل قد تضر بالتجربة الرياضية للاعبات في بدايات مسيرتهن.

كما دعت عديد الأصوات إلى تعزيز دور الإطارات الفنية في نشر مبادئ الهدوء والتركيز لدى اللاعبات، إضافة إلى تعزيز الإجراءات الوقائية خلال المباريات التي تشهد منافسة قوية، وذلك من خلال وجود مراقبين إضافيين وتطبيق صارم للقوانين في حال حدوث أي تجاوز.

وتؤكد هذه الحادثة ضرورة العمل على ترسيخ قيم الرياضة النبيلة، والتذكير بأن الهدف من المنافسات هو تطوير المهارات وبناء الروح الجماعية، لا خلق خصومات أو توترات قد تترك أثرًا سلبيًا على اللاعبات. كما أنها مناسبة للتأكيد على أهمية الحوار بين الجمعيات الرياضية ومعالجة أي إشكاليات بطريقة حضارية تحفظ احترام الجميع.

ومع انتظار القرارات الرسمية التي قد تصدر في الساعات القادمة، يبقى الأمل معقودًا على أن تكون هذه الحادثة درسًا يدفع نحو المزيد من الانضباط والمسؤولية داخل الملاعب، حرصًا على صورة الرياضة التونسية وتشجيعًا للناشئات على مواصلة مسيرتهن في أفضل الظروف.