اندلاع حريق كبير في مستودع شركة النقل بالساحل بسيدي عبد الحميد سوسة
شهدت منطقة سيدي عبد الحميد بسوسة صباح اليوم حالة استنفار واسعة بعد اندلاع حريق مفاجئ داخل مستودع تابع لشركة النقل بالساحل، ما أدى إلى تصاعد دخان كثيف غطّى جانبًا من المكان وأثار مخاوف المتساكنين والعاملين بالمحيط القريب. وقد تدخلت وحدات الحماية المدنية بسرعة في محاولة للسيطرة على الحريق ومنع انتشاره إلى بقية أجزاء المستودع أو العربات المركونة داخله.
وحسب المعلومات الأولية، فقد اندلع الحريق في إحدى زوايا المستودع قبل أن يمتد إلى أجزاء أخرى بفعل المواد سريعة الاشتعال الموجودة بالمكان. وأفاد شهود عيان أن عمال المستودع حاولوا في البداية استعمال تجهيزات الإطفاء الداخلية، إلا أن شدة الدخان وارتفاع الحرارة حالا دون تمكنهم من السيطرة على اللهب، ما استوجب الاتصال الفوري بالحماية المدنية.
وقد تمكنت فرق الإطفاء، بعد جهود مكثفة، من محاصرة النيران والحد من توسعها، مستعملة عدة شاحنات إطفاء وتجهيزات خاصة للتعامل مع الحرائق الصناعية. كما قامت الوحدات الأمنية بتطويق المكان وتنظيم حركة المرور لتسهيل تدخلات الحماية المدنية وحماية المارة من أي مخاطر محتملة.
ولم يتم تسجيل أي خسائر بشرية، وهو ما شكّل عنصر ارتياح لدى الأهالي والعاملين بالشركة. ومع ذلك، تشير المعطيات الأولية إلى وجود خسائر مادية على مستوى بعض المعدات والفضاءات داخل المستودع، في انتظار تقدير الأضرار بشكل دقيق من قبل مصالح الشركة والجهات المختصة.
وإلى حدود كتابة هذه الأسطر، لم تُعرف بعد الأسباب الحقيقية للحريق، فيما أكّد الموظفون الذين كانوا على عين المكان أن الدخان كان كثيفًا بشكل لافت، مما صعّب عملية التدخل في الدقائق الأولى. وقد أذنت النيابة العمومية بفتح بحث لمعرفة ملابسات الحادث والكشف عن إمكانية وجود تقصير أو أسباب تقنية وراء اندلاع النيران.
هذا وقد دعا الأهالي في سوسة إلى ضرورة صيانة المستودعات وتوفير شروط السلامة المهنية تجنّبًا لحدوث مثل هذه الحوادث التي يمكن أن تكون عواقبها وخيمة. كما طالبوا بتركيز منظومات إنذار مبكر تُساهم في التدخل السريع قبل تفاقم الخسائر.
ويبقى هذا الحريق حدثًا لافتًا في الجهة، بالنظر إلى الدور الحيوي الذي تقوم به شركة النقل بالساحل في تنقّل آلاف المواطنين يوميًا، مما يجعل سلامة منشآتها وعرباتها مسألة أساسية لضمان استمرارية الخدمات وتوفير ظروف عمل آمنة للموظفين.