فرحة واسعة بعد الإفراج عن لؤي الشارني ومهاب السنوسي ووائل نوار: دعوات للتهدئة وتجاوز الخلافات”
بعد الإفراج عن لؤي الشارني ومهاب السنوسي ووائل نوار: فرحة في الشارع ومطالب بالتهدئة
شهدت منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة موجة واسعة من التفاعل عقب الإعلان عن الإفراج عن لؤي الشارني ومهاب السنوسي ووائل نوار، الذين كانت قضيتهم قد أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والشعبية خلال الفترة الماضية. وقد عبّر العديد من المواطنين عن ارتياحهم لهذا القرار، مؤكدين أنّه يمثل خطوة نحو التهدئة وإعادة الثقة في مؤسسات العدالة.
فرحة بين الأصدقاء والعائلات
منذ لحظة الإعلان عن الإفراج، انتشرت صور ومقاطع فيديو توثق مشاهد الفرح والاستقبال التي حظي بها الثلاثة من قبل عائلاتهم وأصدقائهم، حيث خيّمت أجواء من الارتياح والدموع والعناق. وقد عبّر ذووهم عن امتنانهم لكل من ساندهم خلال فترة الإيقاف، مشيدين بجهود المحامين والناشطين الذين تابعوا القضية خطوة بخطوة.
وأشار مقربون من المفرج عنهم إلى أنهم ينوون العودة إلى حياتهم الطبيعية والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يعيد التوتر أو الجدل من جديد، داعين إلى طي الصفحة والمضي قدماً نحو مستقبل أفضل.
ردود فعل متباينة على مواقع التواصل
من ناحية أخرى، شهدت المنصات الرقمية نقاشات كبيرة بين مؤيدين ومعارضين، حيث دعا الكثيرون إلى ضبط النفس واحترام آراء الآخرين، وعدم الانسياق وراء التصعيد اللفظي أو الاتهامات المتبادلة.
وقد لقي منشور أحد النشطاء انتشاراً واسعاً حين قال فيه إنّ الوقت حان لترك الخلافات جانباً، لأن “المعالق وصلت للخالق”، في إشارة رمزية إلى أن الكلمة الطيبة والنية الصافية أولى من الجدال والعنف اللفظي.
وتأتي هذه الدعوات في ظل تزايد الوعي بضرورة أن يكون النقاش على الفضاء الإلكتروني قائماً على المسؤولية والاحترام، لا على التجريح أو التشويه، خصوصاً في القضايا الحساسة التي تمس مشاعر الناس ومصير الأفراد.
التمسك بسيادة القانون
في المقابل، أكدت عدة جهات مدنية على أهمية احترام مسار العدالة والمؤسسات القانونية، معتبرة أن الإفراج جاء بعد دراسة الملف وفق الإجراءات المعمول بها، وهو ما يعكس التزام الدولة بتطبيق القانون دون محاباة أو انحياز.
كما دعا عدد من الحقوقيين إلى التعامل مع مثل هذه القضايا بروح القانون لا بالعاطفة، حتى لا يتحول الجدل الشعبي إلى مصدر ضغط على المؤسسات القضائية.
أبعاد اجتماعية ونفسية
يرى المراقبون أنّ الحادثة، رغم طابعها القضائي، تحمل في طياتها أبعاداً اجتماعية ونفسية أعمق، إذ تعكس حجم التوتر الذي تعيشه فئة من الشباب، ومدى حاجتهم إلى التأطير والدعم المعنوي.
كما شدد بعض المختصين في علم الاجتماع على ضرورة العمل على إعادة إدماج الشباب الذين مروا بتجارب صعبة، وتوفير مناخ يساعدهم على المشاركة الإيجابية في المجتمع بدلاً من التهميش أو الوصم.
خاتمة
مهما تعددت المواقف والآراء، يبقى الإفراج عن لؤي الشارني ومهاب السنوسي ووائل نوار حدثاً إنسانياً أعاد الأمل إلى عائلاتهم، وذكّر الجميع بأنّ العدالة لا تتحقق إلا بالحكمة والهدوء.
ويبقى الرهان الأكبر اليوم هو تجاوز الجدل وبناء ثقافة حوار راقية، يكون فيها القانون هو الفيصل، والاحترام المتبادل هو الأساس.