فاجعة الحازة بفوسانة: غياب الماء وصعوبة الطريق يودين بغنم العم سالم
مأساة في الحازة بفوسانة: مطالب تنموية مؤجلة تكشف هشاشة البنية التحتية المحلية
تشهد منطقة الحازة من معتمدية فوسانة حالة من الغضب والحزن بعد حادثة مؤلمة تمثلت في اندلاع حريق داخل المبيت الذي تقيم فيه إحدى الفتيات، ما تسبب في وفاة tragically بسبب غياب الماء ووسائل التدخل السريع. هذه الفاجعة أعادت إلى الواجهة من جديد ملف البنية التحتية المهترئة في بعض المناطق الداخلية، وطرحت تساؤلات كثيرة حول أولويات المشاريع العمومية ومدى استجابة السلطات المحلية لمطالب الأهالي المتكررة.
وفق شهادات متطابقة من سكان المنطقة، فإن الحريق اندلع بشكل مفاجئ داخل المبيت، في وقت لم تتوفر فيه أي وسيلة لإطفائه، لا ماء ولا تجهيزات سلامة كافية. الأهالي حاولوا التدخل بما توفر لديهم، لكن النيران انتشرت بسرعة، في ظل تأخر وصول الحماية المدنية بسبب صعوبة الطريق وغياب المرافق الأساسية التي تسهل الوصول إلى المكان. المشهد كان مأساوياً بكل المقاييس، إذ فقدت الضحية حياتها في ظروف مؤلمة، وسط حسرة سكان الجهة الذين يرون أن ما حدث كان بالإمكان تفاديه لو تم توفير الحد الأدنى من التجهيزات الوقائية.
الأهالي عبروا عن استيائهم الشديد من تجاهل مطالبهم السابقة بتسوية وضعية المبيت وتوفير وسائل الحماية والسلامة، معتبرين أن الأولويات في بعض المشاريع لا تعكس حاجات المواطنين الفعلية. فبينما تم، وفق ما ورد من مصادر محلية، التوقيع على مشروع بناء سور للمبيت بتكلفة تقدَّر بـ4500 مليون دينار، ظلّت المشاريع الأساسية المرتبطة بالماء، والطرقات، والسلامة العامة معلقة دون تنفيذ فعلي.
هذه الحادثة المؤسفة تسلط الضوء على الفجوة التنموية بين المركز والجهات الداخلية، حيث لا تزال بعض المناطق تعاني من ضعف البنية التحتية وصعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية. ويرى مراقبون أن تكرار مثل هذه المآسي يفرض على السلطات مراجعة أولويات الإنفاق العمومي وضمان توزيع عادل للمشاريع، حتى لا يدفع المواطن البسيط ثمن الإهمال الإداري أو البيروقراطية.
من جانبهم، دعا أهالي الحازة الجهات المعنية، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية ووزارة الداخلية ووزارة التربية، إلى فتح تحقيق عاجل في الحادثة ومحاسبة كل من يثبت تقصيره. كما طالبوا بتوفير شبكة مياه صالحة للاستعمال، وتعبيد الطريق المؤدي إلى المبيت لتسهيل تدخل فرق الإنقاذ مستقبلاً، بالإضافة إلى تجهيز المؤسسات التعليمية بوسائل الإطفاء الضرورية.
العديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي عبّروا عن تضامنهم مع عائلة الضحية، مؤكدين أن “العدالة الحقيقية” تتمثل في محاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال، وتنفيذ وعود التنمية الموجهة للجهات الداخلية. وانتشرت تعليقات مؤثرة تحت شعار “عند الله تلتقي الخصوم”، في إشارة إلى شعور الأهالي بالظلم والإحباط نتيجة تأخر الإصلاحات.
رحيل تلك الفتاة البريئة أعاد إلى الأذهان دروسًا مؤلمة حول أهمية التخطيط المسبق، والاستثمار في سلامة المواطنين قبل أي مشاريع تجميلية أو شكلية. إنها صرخة من عمق تونس الداخلية، تطالب بأن تكون التنمية عادلة، وأن تُمنح الحياة في الجهات نفس القيمة التي تُمنح في المدن الكبرى.