قابس: أم تلميذ تكشف تفاصيل لحظات الخوف بعد حادثة الاختناق داخل المدرسة
قابس: أم تلميذ تروي تفاصيل لحظات الرعب داخل المدرسة بعد حادثة الاختناق
عاشت مدينة قابس صباح اليوم حالة من الهلع والاضطراب بعد تسجيل حالات اختناق في صفوف عدد من التلاميذ داخل إحدى المدارس الإعدادية بالجهة، نتيجة تسرب روائح غريبة داخل الأقسام. وقد سارعت وحدات الحماية المدنية والسلطات الصحية إلى المكان، حيث تمّ إسعاف التلاميذ ونقل بعضهم إلى المستشفى الجهوي بقابس لتلقي العناية اللازمة.
وفي خضم هذا المشهد، ظهرت شهادة مؤثرة من إحدى أمهات التلاميذ الذين عاشوا تلك اللحظات، كشفت فيها عن تفاصيل ما حدث داخل المدرسة وكيف تم التعامل مع الموقف. تقول الأم، وهي لا تزال تحت وقع الصدمة:
“كنت في طريقي للسوق وقت سمعت أولياء يقولوا المدرسة صاير فيها اختناق. قلبي طاح، جريت على روحي للمكان، ولقيت الحماية المدنية والشرطة، والدخان أو ريحة غريبة مالية الجو. ولدي كان يلهث وما ينجمش يتنفس.”
تضيف الأم بصوت متأثر:
“الأستاذة كانت تبكي، والتلامذة في حالة خوف كبيرة. قالولي الريحة جاية من جهة الورشة اللي فيها مواد تنظيف، لكن ما نعرفش بالضبط شنوّة صار. المهم الناس خافت، وولادنا تعبوا.”
وبحسب المعطيات الأولية من مصدر رسمي في الحماية المدنية بقابس، فإن سبب الاختناق يعود على الأرجح إلى تسرب روائح ناتجة عن استعمال مواد كيميائية قريبة من المؤسسة التربوية، ما أدى إلى انتشار الأبخرة في الجو داخل بعض الأقسام. وتمّ على الفور إخلاء المدرسة كإجراء وقائي، قبل أن تتدخل فرق الإسعاف لإجلاء التلاميذ الذين ظهرت عليهم أعراض ضيق في التنفس ودوار.
وأكد الإطار الطبي بالمستشفى الجهوي أن جميع الحالات التي تم استقبالها “خفيفة ومستقرة”، حيث تلقى المصابون الأوكسجين والمراقبة الطبية الضرورية، وغادر معظمهم المستشفى بعد ساعات قليلة.
وأثارت هذه الحادثة قلق الأولياء الذين تجمعوا أمام المدرسة مطالبين بفتح تحقيق عاجل لتحديد مصدر الروائح وضمان عدم تكرار ما حدث. وقال أحد الأولياء:
“ما نحبوش اليوم يعدي، وغدوة نسمع نفس الحكاية. لازم نعرفوا السبب الحقيقي وشنوة يتعمل باش ولادنا يقروا في أمان.”
من جهتها، أكدت المندوبية الجهوية للتربية بقابس أن لجنة فنية متكونة من ممثلين عن وزارات الصحة والبيئة والتربية تحولت إلى المكان للقيام بالمعاينات وأخذ العينات اللازمة، مشددة على أنّ “سلامة التلاميذ والإطار التربوي تظل أولوية قصوى”.
وتفاعل عدد كبير من المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي مع الحادثة، حيث عبّروا عن تضامنهم مع التلاميذ وأوليائهم، داعين إلى تعزيز إجراءات السلامة داخل المؤسسات التعليمية ومراقبة الأنشطة الصناعية المجاورة للمناطق السكنية والمدارس.
ويُشار إلى أن مدينة قابس شهدت في السنوات الأخيرة حوادث مشابهة ناتجة عن تسربات غازية أو روائح صناعية، وهو ما يجعل موضوع التلوث البيئي والسلامة المدرسية محلّ متابعة متواصلة من قبل الأهالي والسلطات.
وفي ختام حديثها، وجهت أم التلميذ نداءً مؤثرًا:
“نطلب من المسؤولين يشوفوا حلّ. أولادنا ما يتحملوش هكا مواقف، نحبهم يقروا في بيئة نقية وآمنة.”
حادثة اليوم في قابس كانت جرس إنذار جديد يدعو إلى التحرك الفوري لحماية أطفالنا وضمان بيئة مدرسية خالية من الأخطار، فسلامة التلاميذ تبقى أولوية وطنية لا تقبل التأجيل.