اخبار المشاهير

قابس: اختناق عشرات التلاميذ بسبب تسرب غازات صناعية

شهدت ولاية قابس يومًا استثنائيًا بعد حادثة خطيرة أثارت قلق الأهالي والسلطات على حد سواء، حيث تعرّض عدد من التلاميذ في منطقة شاطئ السلام إلى اختناق مفاجئ جرّاء تسرب غازات من إحدى الوحدات الصناعية التابعة للمجمع الكيميائي.
تفاصيل الحادثة
وقع الحادث أثناء فترة الدراسة، إذ لاحظ المربون أعراضًا غير طبيعية على بعض التلاميذ، من بينها صعوبة في التنفس وسعال متواصل وتهيّج في العينين. وتم على الفور إيقاف الدروس ونقل المصابين إلى المستشفى الجامعي بقابس لتلقي الإسعافات الطبية.
ورغم أن الحالات لم تسجّل وفيات، فإن المشهد كان صادمًا للأولياء الذين أسرعوا إلى المؤسسات التربوية خوفًا على أبنائهم. بعض التلاميذ تماثلوا للشفاء بسرعة، في حين ظل آخرون تحت المراقبة الطبية لتفادي أي مضاعفات.
غضب الأهالي ومخاوف متجددة
الأهالي عبّروا عن استيائهم من تكرار مثل هذه الحوادث، مشيرين إلى أن التلوث الصناعي في قابس أصبح جزءًا من حياتهم اليومية. فمع كل حادثة مماثلة، تعود الأسئلة القديمة حول مدى احترام الوحدات الصناعية لشروط السلامة البيئية والصحية، وحول غياب حلول جذرية تحمي السكان، وخاصة الأطفال.
الأولياء أكدوا أن ما جرى ليس مجرد حادث عابر، بل هو جرس إنذار جديد يفرض على السلطات اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمراقبة الانبعاثات الغازية. كما شدّدوا على ضرورة وضع خطط وقائية داخل المؤسسات التربوية، مثل تجهيز المدارس بوسائل إنذار وأماكن تهوية كافية .
الأبعاد الصحية والبيئية
من الناحية الطبية، استنشاق الغازات الملوثة يمكن أن يتسبب في أعراض حادة على المدى القصير مثل السعال، الدوار، والإغماء، بينما يشكّل خطرًا أكبر على المدى الطويل، خاصة لدى الأطفال والمسنين. وهو ما يفسّر المخاوف من تكرار مثل هذه الحوادث دون حلول فعلية.
أما بيئيًا، فإن التلوث الصناعي في قابس ظل لعقود مصدر جدل بين منظمات المجتمع المدني والسلطات، حيث يرى الناشطون أن المنطقة تُعدّ من أكثر المناطق تضررًا بسبب تركيز المصانع الكيميائية، مما يجعل حياة السكان مهددة بشكل متواصل.
دعوات للتحرك العاجل
في أعقاب هذه الحادثة، تعالت الأصوات المطالبة بفتح تحقيق جدي لتحديد المسؤوليات وضمان عدم تكرار ما حدث. وشدّد المجتمع المدني على ضرورة تطبيق القانون بشكل صارم، ومساءلة كل من يثبت تقصيره في حماية صحة المواطنين.
كما تم التأكيد على أهمية مراجعة السياسات البيئية في الجهة، وإيجاد بدائل صناعية أكثر أمانًا، حتى لا تبقى قابس رهينة للتلوث والاختناقات المفاجئة.
الخاتمة
حادثة اختناق التلاميذ في قابس أعادت إلى الواجهة ملفًا شائكًا ظلّ مطروحًا منذ سنوات: كيف يمكن تحقيق التوازن بين التنمية الصناعية وحماية صحة الإنسان؟
الإجابة عن هذا السؤال لم تعد ترفًا، بل ضرورة عاجلة لحماية مستقبل أجيال كاملة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *