اخبار عامة

والدة فخري الأندلسي تناشد السلطات التونسية لإيقاف تنفيذ حكم الإعدام بحق ابنها في قطر

أثار مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي تعاطفاً كبيراً في تونس، تظهر فيه والدة الشاب فخري الأندلسي وهي تبكي بحرقة وتوجه نداءً عاجلاً إلى السلطات التونسية والرأي العام للتدخل من أجل إيقاف تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق ابنها في دولة قطر.

القضية التي تعود إلى سنوات سابقة، ما تزال تثير جدلاً واسعاً في الأوساط الحقوقية والإعلامية، خصوصاً بعد تجدد الحديث عن قرب تنفيذ الحكم، ما دفع عائلة الأندلسي إلى إطلاق نداءات استغاثة متكررة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

في الفيديو المؤثر، ظهرت والدة فخري وهي تخاطب رئيس الجمهورية والسلطات التونسية، مطالبةً إياهم بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة ابنها، مؤكدة أنه يعيش وضعاً نفسياً صعباً في السجن، وأنها لم تفقد الأمل في أن يتم النظر في قضيته من جديد. كلماتها المليئة بالألم والحسرة لامست قلوب آلاف التونسيين الذين تفاعلوا مع الفيديو بتضامن واسع ودعوات لمراجعة الحكم أو تخفيفه.

فخري الأندلسي، وهو شاب تونسي من ولاية المنستير، تم توقيفه في دولة قطر قبل سنوات بعد تورطه في قضية اعتبرت من القضايا المعقدة والحساسة، وانتهت بصدور حكم الإعدام بحقه. ورغم كل المساعي القانونية والحقوقية، لا تزال القضية تراوح مكانها، وسط مطالبات بإعادة النظر فيها لأسباب إنسانية وقانونية.

المنظمات الحقوقية في تونس، على غرار الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وعدد من الجمعيات المدنية، عبّرت عن تضامنها الإنساني مع عائلة الأندلسي، مطالبةً الدولة التونسية بفتح قنوات تواصل مباشرة مع السلطات القطرية من أجل مراجعة الملف والتدخل الإنساني لوقف تنفيذ الحكم.

وفي السياق ذاته، دعا ناشطون على مواقع التواصل إلى إطلاق حملة تضامن وطنية ودبلوماسية تحت شعار “أنقذوا فخري الأندلسي”، مطالبين وزارة الخارجية بتكثيف جهودها ومتابعة الملف بشكل عاجل، معتبرين أن “حياة مواطن تونسي في خطر تستوجب تحركاً رسمياً عاجلاً”.

من جهة أخرى، شدد عدد من القانونيين على أن لكل دولة سيادتها القضائية، وأن تنفيذ الأحكام في مثل هذه القضايا يخضع للقوانين المحلية، غير أنهم أشاروا إلى أن الوساطة الدبلوماسية والإنسانية قد تلعب دوراً مهماً في تأجيل أو مراجعة الحكم، خاصة إذا ما قُدّمت طلبات عفو أو تسوية من قبل السلطات التونسية.

القضية تفتح مجدداً ملف حماية المواطنين التونسيين بالخارج، وضرورة متابعة أوضاعهم القانونية والإنسانية، خصوصاً في القضايا الحساسة التي قد تصل إلى عقوبة الإعدام. كما أثارت موجة من التساؤلات حول الدور الذي يمكن أن تلعبه الدولة التونسية في حماية أبنائها عبر القنوات الدبلوماسية.

الأمل ما يزال قائماً لدى والدة فخري الأندلسي، التي لم تفقد إيمانها بأن صوتها سيصل، وأن العدالة والرحمة قد تتغلبان في النهاية على قسوة الأحكام. صرختها الإنسانية ليست مجرد نداء أم، بل صرخة وطن بأكمله من أجل الحياة والرحمة.