اخبار عامة

انفجار قارورة غاز يشعل سيارة تاكسي في الزهرة ويصيب طفلين بحروق

اندلعت حالة من الهلع والصدمة بمنطقة الزهرة التابعة لمعتمدية المهدية إثر حادثة خطيرة تمثلت في انفجار قارورة غاز منزلي داخل سيارة تاكسي، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها بالكامل وإصابة طفلين كانا بالقرب من مكان الحادث بحروق متفاوتة الخطورة. وقد خلفت هذه الحادثة حالة من الخوف لدى الأهالي الذين هرعوا إلى الموقع في محاولة لإخماد النيران قبل تفاقم الوضع، إلى حين وصول وحدات الحماية المدنية التي تولت السيطرة على الحريق ونقل المصابين إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة.

تفاصيل الحادثة تشير إلى أن سائق سيارة التاكسي كان بصدد نقل قارورة غاز منزلي داخل المركبة، وهو أمر بات شائعًا لدى عدد من المواطنين دون إدراك للمخاطر المحتملة. ورغم أن القارورة كانت تبدو في حالة جيدة، إلا أن حدوث تسرب غير مرئي أدى إلى تفاعل سريع لحظة تعرضها لشرارة داخل السيارة، مما تسبب في انفجار عنيف أدى إلى اشتعال المركبة بسرعة كبيرة، لتتحول خلال ثوانٍ قليلة إلى كتلة من اللهب. هذا الانفجار كان قويًا بما يكفي ليصيب طفلين كانا في محيط السيارة بحروق ناتجة عن تطاير اللهب والحرارة المرتفعة.

ورغم أنّ الصورة المتداولة عن الحادثة تُوصف بأنها “تعبيرية”، إلا أنّ الواقعة حقيقية وحجم الأضرار الجسدية والمادية يعكس خطورتها الكبيرة. فقد سُجلت خسائر فادحة بسيارة التاكسي التي التهمتها النيران بالكامل، إضافة إلى حالة الصدمة التي عاشها السائق وعموم سكان المنطقة الذين شاهدوا المشهد. وتؤكد هذه الحادثة مرة أخرى ضرورة الالتزام بقواعد السلامة وعدم نقل المواد القابلة للانفجار داخل وسائل النقل غير المخصصة لذلك.

من ناحية أخرى، تفاعلت السلطات المحلية بسرعة مع الحادثة، حيث تم فتح تحقيق لمعرفة الأسباب الدقيقة وراء الانفجار وللتأكد من مدى احترام شروط السلامة. كما تم التنبيه مجددًا إلى خطورة التعامل العشوائي مع قوارير الغاز واستعمالها بشكل لا يتوافق مع قواعد الوقاية، خاصة أن هذه المادة تُعد من أكثر المواد المنزلية خطورة عند سوء الاستخدام. في السياق ذاته، شددت فرق الحماية المدنية على ضرورة توعية المواطنين بعدم نقل القوارير داخل سيارات خاصة أو سيارات الأجرة، لما يمثله ذلك من خطر على السائقين والركاب والمارة على حد سواء.

ويُذكر أن حوادث انفجار قوارير الغاز ليست نادرة في تونس، إذ تتكرر بسبب سوء التخزين، عدم الصيانة، أو النقل غير السليم. وتتسبب هذه الحوادث في خسائر بشرية ومادية كان بالإمكان تفاديها لو تم احترام أبسط قواعد الوقاية. ولذلك أصبحت عمليات التحسيس ضرورة ملحة لتجنب تكرار مثل هذه المآسي، ولتوعية الأسر بخطورة إهمال إجراءات الأمن في التعامل مع الغاز المنزلي.

في النهاية، تبقى الحادثة المؤلمة التي شهدتها منطقة الزهرة تذكيرًا صارخًا بأهمية الحذر والالتزام بتعليمات الوقاية، حرصًا على سلامة الجميع. نرجو الشفاء العاجل للطفلين المصابين، وألّا تتكرر مثل هذه الأحداث التي يمكن تفاديها بالتوعية والالتزام بقواعد السلامة