فاجعة في فرنانة: انهيار سقف قاعة تدريس حديثة التجديد يثير صدمة واستياءً واسعًا
شهد معهد عبد الحميد الغزواني بمدينة فرنانة صباح اليوم حادثة خطيرة كادت تتحول إلى مأساة حقيقية، إثر انهيار جزء من سقف قاعة تدريس حديثة التجديد أثناء وجود التلاميذ والأستاذة داخلها. وقد تسببت الحادثة في حالة من الذعر والهلع في صفوف التلاميذ والإطار التربوي، في مشهد صادم يعيد إلى الواجهة التساؤلات حول واقع البنية التحتية للمؤسسات التعليمية في تونس ومدى مراقبتها بعد عمليات الصيانة أو التهيئة.
ووفق المعطيات الأولية، فإن الانهيار الجزئي أدى إلى إصابة تلميذ واحد بجروح خفيفة على مستوى الوجه، حيث تمّ نقله على جناح السرعة إلى قسم الاستعجالي بالمستشفى المحلي بفرنانة لتلقي الإسعافات اللازمة. وقد أكد الإطار الطبي أنّ حالته مستقرة وغادر المستشفى بعد تلقي العلاج، وسط ارتياح كبير من زملائه وعائلته. كما سُجلت حالة إغماء وارتفاع في نسبة السكر لدى إحدى التلميذات نتيجة الخوف الشديد، وهي الآن تحت الرعاية الطبية وتجاوزت حالتها مرحلة الخطر.
الحادثة أثارت استياءً واسعًا في صفوف الأولياء وسكان الجهة الذين عبّروا عن غضبهم من تكرار مثل هذه الحوادث في مؤسسات يُفترض أنها “حديثة التهيئة”، معتبرين أن ما حدث هو دليل واضح على غياب المراقبة الجدية لأشغال الصيانة وضعف المتابعة من قبل الجهات المسؤولة. وأكد عدد من شهود العيان أن القاعة التي انهار سقفها تم تجديدها مؤخرًا ضمن مشروع صيانة شامل، ما يطرح تساؤلات حول جودة المواد المستعملة والجهة التي تولّت الإشراف الفني على الأشغال.
من جهتهم، عبّر الإطار التربوي عن تضامنهم الكامل مع التلاميذ المصابين والمصدومين، مطالبين بفتح تحقيق عاجل للكشف عن أسباب الحادث ومحاسبة المسؤولين عن أي تقصير محتمل. كما شدد عدد من الأساتذة على ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة لتأمين بقية القاعات تفاديًا لتكرار مثل هذه الكارثة.
وفي سياق متصل، أصدرت السلطات المحلية تعليمات فورية لمعاينة مكان الحادث وإجراء تقييم شامل لسلامة المبنى. وأكدت مصادر من المندوبية الجهوية للتربية بجندوبة أنه سيتم إرسال لجنة فنية مختصة لمعاينة القاعة وتحديد المسؤوليات.
تسلّط هذه الحادثة الضوء مجددًا على الوضع المقلق للبنية التحتية بعديد المؤسسات التربوية، خاصة في المناطق الداخلية، حيث تعاني المدارس والمعاهد من تدهور كبير في المنشآت وغياب الصيانة الدورية. كما تطرح تساؤلات عميقة حول آليات الرقابة الفنية والمحاسبة في مشاريع التهيئة والصيانة التي تُرصد لها ميزانيات هامة.
ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح: إلى متى ستظل حياة أبنائنا مهددة داخل الفضاءات التربوية؟ فسلامة التلميذ والمعلم يجب أن تكون أولوية مطلقة لا تحتمل التهاون أو الإهمال، لأن المدرسة ليست مجرد مكان للتعلم، بل فضاء للأمان والثقة في مستقبل أفضل.