اخبار رياضة

مأساة في القيروان: شابّ في مقتبل العمر يرحل في ظروف غامضة تثير الجدل

شهدت مدينة القيروان حادثة حزينة تمثّلت في وفاة شابّ يبلغ من العمر 22 سنة أصيل منطقة الرويسات، في واقعة هزّت الرأي العام وأثارت تساؤلات واسعة حول الأسباب الحقيقية التي دفعت الشابّ إلى هذا المصير المؤلم. ووفق ما تمّ تداوله، فإنّ الراحل كان يعيش خلال الفترة الأخيرة حالة من القلق والتوتّر بعد تلقّيه تهديدات من بعض الأطراف المشبوهة في قضايا تتعلّق بالاتّجار غير المشروع.

مصادر محلّية أفادت بأنّ الشابّ كان قد أدلى بشهادته أمام الجهات القضائية في إطار تحقيقات جارية، وهو ما جعله عرضة لضغوط نفسية كبيرة نتيجة التهديدات التي تلقّاها لاحقاً من أطراف يُشتبه في تورطها في أنشطة غير قانونية. ورغم عدم تأكيد هذه المعلومات رسميّاً إلى حدّ الآن، فإنّها تبقى فرضية واردة ضمن مسار الأبحاث الجارية من قبل السلطات المختصّة.

من جهتهم، عبّر عدد من أهالي المنطقة عن حزنهم الشديد لهذه الفاجعة التي خطفت شابّاً كان معروفاً بأخلاقه الطيبة وهدوئه. وأشار بعض أصدقائه إلى أنّه كان يعيش في الآونة الأخيرة حالة من الخوف والاضطراب، لكنّه لم يتوقّع أحد أن تصل الأمور إلى هذه النهاية المأساوية.

النيابة العمومية بالقيروان أذنت بفتح بحث تحقيقي للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء الحادثة، مع الاستماع إلى شهادات أقاربه ومعارفه، إضافةً إلى جمع كلّ المعطيات التي يمكن أن تسهم في توضيح الصورة وإظهار الحقيقة للرأي العام.

من جهة أخرى، جدّد عدد من النشطاء الدعوة إلى تعزيز حماية الشهود في القضايا الحساسة، معتبرين أنّ غياب الدعم النفسي والقانوني للأشخاص الذين يتعاونون مع العدالة قد يجعلهم عرضة للانتقام أو للضغط النفسي. كما شدّدوا على ضرورة التصدي لظاهرة الاتجار غير المشروع التي باتت تهدّد حياة الشباب وتدمّر مستقبلهم.

ويؤكّد الأخصّائيون في علم النفس أنّ مثل هذه الحالات تكشف عن هشاشة الوضع النفسي لفئة من الشباب الذين يجدون أنفسهم بين مطرقة الضغوط الاجتماعية وسندان الخوف من التهديد أو الإقصاء. لذلك يصبح من الضروري وضع آليات حقيقية لمساندة الشباب الذين يعيشون تحت التهديد أو في ظروف هشّة، سواء من خلال الدعم النفسي المجاني أو عبر برامج إدماج اجتماعي فعّالة.

حادثة القيروان لم تكن مجرّد خبر عابر، بل ناقوس خطر يدقّ في وجه الجميع. فالشباب هم عماد المجتمع، وحمايتهم من الانحراف والضغوط مسؤولية جماعية تتطلّب تضافر جهود الدولة والمجتمع المدني والعائلة.

وفي انتظار نتائج التحقيق الرسمي، تبقى هذه الحادثة مأساة إنسانية بكلّ المقاييس، ودعوة صريحة لإعادة التفكير في طرق الوقاية من العنف والتهديدات التي تطال بعض الفئات الهشّة، حتى لا تتكرّر مثل هذه النهايات المؤلمة.