مأساة عائلية تهز الشارع التونسي: جريمة ق.تل بسبب المخدرات تنهي حياة شاب على يد قريبه
شهدت إحدى المناطق التونسية حادثة مؤسفة اهتزّ لها الشارع المحلي، بعد أن فقد شاب حياته في خلاف عائلي تطوّر بشكل مأساوي بينه وبين أحد أقاربه. تعود أسباب الحادثة، وفق المعطيات الأولية، إلى توتر في العلاقة بين الشابين نتيجة تأثير المواد المخدّرة التي غيّبت العقل ودفعت إلى تصرّف غير محسوب العواقب.
الجاني هو ابن خالة الضحية، وكانا قريبين جدًا منذ الصغر، تجمعهما علاقة أخوّة ومحبّة. غير أن مسار حياتهما تغيّر حين بدأ أحدهما في الانجرار وراء رفاق السوء وتعاطي المواد الممنوعة، الأمر الذي أدخل التوتر إلى علاقتهما. وفي لحظة غضب واندفاع، حدث ما لم يكن في الحسبان، وانتهى الخلاف بفاجعة أليمة خسرت فيها العائلة أحد أبنائها.
العائلة اليوم تعيش حالة من الحزن العميق والذهول، إذ لم تكن تتوقع أن تتحوّل الصداقة العائلية القوية إلى مأساة إنسانية. والدة الضحية عبّرت عن ألمها بكلمات مؤثرة، مؤكدة أن ابنها لم يكن سوى ضحية لبيئة سلبية ولم يؤذِ أحدًا، لكن «المخدرات غيّرت كل شيء وأطفأت نور حياته في لحظة».
هذه الحادثة تسلّط الضوء مجددًا على خطر انتشار المواد المخدّرة بين الشباب في تونس، خاصة في ظلّ التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها الكثيرون. وتؤكد التقارير الرسمية الصادرة عن المرصد الوطني لمكافحة الإدمان أنّ نسب تعاطي هذه المواد في ارتفاع، مما يتطلب تضافر الجهود بين الأسرة، والمدرسة، والمجتمع المدني لتكثيف التوعية والوقاية والعلاج المبكّر.
الخبراء الاجتماعيون يشيرون إلى أن الإدمان لا يؤثر فقط على صحة الفرد، بل ينعكس أيضًا على توازنه النفسي وسلوكه الاجتماعي، مما قد يدفعه إلى مواقف لا تعكس طبيعته الحقيقية. لذا فإنّ الاستثمار في برامج التثقيف، وإعادة التأهيل، وتوفير الدعم النفسي للشباب يُعدّ من أهمّ الحلول للحدّ من مثل هذه المآسي.
وفي ختام هذه الحادثة الحزينة، يبقى الأمل في أن تكون هذه التجربة القاسية جرس إنذار للجميع بأن المواد المخدّرة ليست مخرجًا من الواقع، بل طريقًا يقود إلى فقدان النفس والآخرين. علينا جميعًا أن نتوحّد لحماية شبابنا من هذا الخطر، وأن نعيد الأمل لمن فقدوا طريقهم قبل فوات الأوان.