حادثة مأساوية خلال رحلة بحرية: وفاة شابين تونسيين بعد محاولة هجرة غير نظامية إلى إيطاليا
تعيش الأوساط التونسية على وقع حزن كبير بعد الحادثة المؤلمة التي جدّت في عرض البحر بين تونس وإيطاليا، والتي راح ضحيتها شابان تونسيان كانا يحاولان الوصول إلى الأراضي الإيطالية بطريقة غير نظامية. وقد أثارت الحادثة تعاطفاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي ودعوات لمراجعة الأسباب العميقة التي تدفع الشباب إلى المخاطرة بحياتهم بهذه الطرق الخطيرة.
وفق ما أكده النائب السابق عن دائرة إيطاليا مجدي الكرباعي، فإن الشابين وصلا إلى ميناء ليفورنو الإيطالي على متن باخرة تابعة لشركة Cotunav، بعد أن تسللا داخل إحدى حاويات الشحن. عند اكتشافهما من قبل عناصر الأمن الإيطالي، حاولا التحدث مع السلطات وطلب الحماية القانونية، لكنهما واجها قراراً بالترحيل الفوري، باعتبار تونس مصنفة ضمن الدول الآمنة من طرف السلطات الإيطالية.
وأفادت المصادر نفسها أن الشابين تم نقلهما إلى غرفة داخل السفينة أثناء رحلة العودة إلى تونس، غير أنهما حاولا الفرار في لحظة يأس. وقد انتهت المحاولة المأساوية بعد أن سقط أحدهما في البحر، فيما فُقد الآخر لبعض الوقت قبل أن يُعثر عليه جثة هامدة.
الخبر خلّف صدمة كبيرة لدى عائلتي الضحيتين وأبناء الجالية التونسية المقيمة في إيطاليا، حيث عبّر كثيرون عن أسفهم العميق لما آلت إليه هذه الواقعة، مطالبين بفتح تحقيق شفاف لمعرفة الظروف التي رافقت عملية الترحيل والإجراءات التي تم اتخاذها بحق الشابين.
من جانبه، دعا الكرباعي إلى احترام الكرامة الإنسانية للمهاجرين ومعالجة هذه الملفات بروح إنسانية تراعي الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشه الشباب في بلدانهم الأصلية. كما شدّد على ضرورة تعزيز التعاون بين تونس وإيطاليا لإيجاد حلول قانونية تُمكّن من الحدّ من ظاهرة الهجرة غير النظامية التي تحصد كل عام أرواحاً بريئة.
الحادثة فتحت من جديد نقاشاً مجتمعياً واسعاً حول الأسباب التي تدفع الشباب إلى ركوب البحر رغم المخاطر، وأعادت إلى الواجهة مطالبات بخلق فرص حقيقية للتشغيل والتنمية في المناطق الداخلية التي تعرف نسب بطالة مرتفعة.
يُذكر أن السلطات التونسية لم تصدر إلى حد الآن بياناً رسمياً بخصوص الحادثة، في انتظار ما ستسفر عنه الأبحاث الجارية بالتنسيق مع الجانب الإيطالي.
رحم الله الشابين وأسكنهما فسيح جناته، وألهم عائلتيهما وذويهما جميل الصبر والسلوان، وجعل من قصتهما تذكرة مؤلمة تدفع الجميع إلى البحث عن حلول تحفظ كرامة الشباب وتمنحهم الأمل في مستقبل أفضل داخل وطنهم.