اخبار عامة

العامرة تبكي طفلتها: فاجعة إثر حادث مرور مؤلم

العامرة حزينة: فاجعة تهز المدينة إثر وفاة طفلة في حادث مرور مؤلم

خيّم الحزن على مدينة العامرة من ولاية صفاقس بعد حادث مرور مؤلم أودى بحياة طفلة في ربيعها الصغير. الفاجعة تركت أثرًا عميقًا في نفوس الأهالي، وأدخلت البلدة في حالة من الصمت والحزن، إذ لم يكن أحد يتوقع أن تنتهي لحظة عادية بمأساة تهز القلوب وتبكي العيون.

وفقًا للمعطيات الأولية، فقد كانت الطفلة في محيط الحي عندما جدّ الحادث بسبب دراجة نارية من نوع “فورزا”، مما أدى إلى إصابات خطيرة لم تمهلها طويلاً رغم نقلها بسرعة إلى المستشفى. وقد بذل الإطار الطبي مجهودات كبيرة لمحاولة إنقاذها، إلا أن القدر شاء أن ترحل مبكرًا، تاركة خلفها ألمًا كبيرًا ودموعًا لا تجف.

أجواء الحزن سيطرت على العامرة منذ لحظة وصول الخبر، إذ عمّ الصمت الشوارع وغرقت العيون في الدموع. الأهالي تجمّعوا حول منزل العائلة لتقديم التعازي، فيما ترددت كلمات الحزن على الألسنة: «كانت صغيرة»، «كانت تحب الحياة»، «عصفورة الجنة رحلت قبل الأوان».

الطفلة كانت معروفة بابتسامتها الجميلة وروحها المرحة، وكانت من بين أنشط التلاميذ في مدرستها. كل من عرفها تحدث عنها بحب، وعن أحلامها الصغيرة التي كانت ترافقها كل صباح وهي تتوجه إلى المدرسة بابتسامة مليئة بالأمل.

عمّها مكرم بن براهيم، الذي كان من بين أوائل الحاضرين إلى مكان الحادث، لم يتمالك دموعه وهو يصف ما حدث، قائلاً إن ما رآه سيبقى محفورًا في ذاكرته إلى الأبد. المشهد، كما يرويه الأهالي، كان مؤلمًا لكل من حضر — البلدة كلها خرجت لتودع «عصفورة الجنة» في جنازة مهيبة غلبت عليها الدموع والدعوات.

هذه الحادثة المؤلمة أعادت إلى الأذهان ضرورة احترام قواعد السلامة المرورية، خصوصًا في المناطق السكنية حيث يلعب الأطفال أو يسيرون على الأقدام. فقد باتت الحوادث الناجمة عن السرعة أو قلة الانتباه من أبرز الأسباب التي تحصد الأرواح البريئة في تونس. الجمعيات المحلية بدورها دعت إلى تكثيف حملات التوعية بسلامة المرور وتطبيق القوانين بكل صرامة لحماية الأرواح.

من جانبها، عبّرت الأسرة عن شكرها لكل من قدّم التعازي أو دعمهم في هذا المصاب الجلل، داعين الله أن يتغمد فقيدتهم برحمته الواسعة، وأن يمنحهم الصبر والسلوان على فراقها الأليم.

رحيل هذه الطفلة الصغيرة ترك فراغًا كبيرًا في قلوب كل من عرفها، لكنها ستبقى حاضرة في الذاكرة كرمز للبراءة والنقاء، وكذكرى أليمة تدفع الجميع إلى التفكير أكثر في أهمية الوعي المروري والمسؤولية الجماعية للحفاظ على حياة الأطفال والمارة.

رحم الله فقيدة العامرة، وجعل مثواها الجنة، وألهم عائلتها وأحباءها الصبر والثبات. سيبقى اسمها محفورًا في القلوب، وابتسامتها التي كانت تضيء المكان ستظل ذكرى جميلة رغم الوجع.