دوار هيشر تستيقظ على فاجعة… إن لله و إن أليه راجعون

دوار هيشر: حادث مرور أليم يودي بحياة شاب ويخلف إصابة خطيرة
شهدت منطقة دوار هيشر بولاية منوبة، صباح اليوم الجمعة، حادث مرور مأساوي على مستوى طريق شارع الشهداء، قبالة مغازة عزيزة، أسفر عن وفاة شاب على عين المكان وإصابة صديقه بجروح بليغة.
ووفق شهود عيان، فإن الحادث وقع بشكل مفاجئ، حيث اصطدمت السيارة التي كان على متنها الضحية وصديقه بجسم صلب على حافة الطريق. قوة الاصطدام تسببت في أضرار جسيمة للمركبة وأودت بحياة الشاب المدعو جوهر على الفور، في حين أصيب مرافقه إصابات خطيرة استوجبت نقله على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الطبية.
وقد خلفت الحادثة حالة من الحزن في صفوف المارة الذين عاينوا المشهد، حيث حاول البعض تقديم المساعدة الأولية إلى حين وصول سيارات الإسعاف والحماية المدنية. كما عبّر عدد من أهالي المنطقة عن صدمتهم، خاصة وأن الضحية كان معروفاً بينهم بحسن أخلاقه وعلاقاته الطيبة.
الوحدات الأمنية تحولت بدورها على عين المكان فور وقوع الحادث، حيث قامت بتأمين محيط المكان وتنظيم حركة المرور التي تعطلت لبعض الوقت بسبب تجمهر المواطنين. كما تم فتح محضر بحث أولي لتحديد أسباب الحادث بدقة، سواء كان ناتجًا عن السرعة المفرطة أو عن خلل فني أو ظروف الطريق.
الحادث أثار موجة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نعاه أصدقاؤه بكلمات مؤثرة ودعوا له بالرحمة والمغفرة. كما أعرب عدد كبير من المتابعين عن تضامنهم مع عائلته، متمنين الشفاء العاجل لصديقه المصاب.
وفي ظل تكرر حوادث الطرقات في عدد من الولايات، جدّد نشطاء الدعوة إلى ضرورة توخي الحذر أثناء السياقة، والالتزام بقوانين المرور، إلى جانب تحسين البنية التحتية للطرقات وتوفير علامات تنبيهية أكثر وضوحًا في بعض النقاط السوداء. كما طالبوا بحملات توعية تستهدف فئة الشباب خصوصًا، لزيادة وعيهم بمخاطر التهور وراء المقود.
من جهته، أكد مصدر طبي أن حالة المصاب ما تزال حرجة، وهو يخضع حاليًا إلى تدخلات طبية دقيقة في انتظار استقرار وضعه الصحي. وقد عبّر الفريق الطبي عن أمله في تجاوزه مرحلة الخطر، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى خطورة الإصابات التي تعرض لها.
الحادثة المؤلمة في دوار هيشر تُضاف إلى سلسلة من حوادث المرور التي تحصد سنويًا مئات الأرواح في تونس، وتترك خلفها قصصًا موجعة لعائلات تفقد أبناءها في عزّ شبابهم. وهو ما يجعل مسألة السلامة المرورية مسؤولية مشتركة تتطلب من جميع الأطراف، سواء السائقين أو السلطات، العمل معًا للحد من هذه المآسي.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان، ونسأل الله الشفاء العاجل للمصاب.