صرخة أمّ مفجوعة: اختفاء الطفل محمد قيس حيدر منذ أكثر من أسبوعين
لا تزال قصة الطفل محمد قيس حيدر، الذي فُقد منذ أكثر من أسبوعين في إحدى المناطق السورية، تتصدر اهتمامات الرأي العام وتثير تعاطفًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن نشرت والدته رسالة مؤثرة تناشد فيها كل من يملك ضميرًا أو معلومة أن يساعدها في العثور على ابنها.
وقالت الأم في رسالتها التي انتشرت بشكل كبير:
“منذ أكثر من خمسة عشر يومًا، اختفى صوت ابني من البيت… اختطفوه من بين أيدينا، وتركوني أعيش في ليلٍ لا نهاية له. كل صباح أستيقظ على صوته في ذاكرتي، وكل مساء أنام على صورته في قلبي.”
كلمات الأم هزّت قلوب السوريين والعرب، لما حملته من ألم وأمل في آن واحد. فهي لا تبحث سوى عن بصيص من الأمل يبدّد خوفها، وعن معلومة واحدة تطمئن قلبها الذي أنهكه الانتظار.
وبحسب ما نقلته مصادر محلية، فإن الطفل محمد قيس فُقد في ظروف غامضة، وقد فتحت الجهات الأمنية تحقيقًا موسعًا بالتعاون مع المجتمع المحلي لمعرفة مكانه والجهات المحتملة وراء اختفائه. وأكدت مصادر قريبة من العائلة أنّ عمليات البحث لا تزال مستمرة، وأن الأسرة تناشد كل المواطنين بالتبليغ فورًا عن أي معلومة قد تساعد في العثور عليه.
تفاعل السوريون والعرب مع رسالة الأم بشكل واسع على مختلف المنصات. فامتلأت صفحات “فيسبوك” و”إكس” بمنشورات الدعم والدعاء، مرفقة بوسوم مثل #الطفل_محمد_قيس_حيدر و**#رجّعوا_محمد**، تعبيرًا عن تضامن شعبي واسع مع العائلة التي تعيش مأساة إنسانية بكل معنى الكلمة.
الطفل، الذي لا يتجاوز عمره عشر سنوات، كان يعيش حياة بسيطة وسط عائلته، ويُعرف بابتسامته الهادئة وحبّه لأصدقائه ومدرسته. اليوم، تحوّل اسمه إلى رمز لمعاناة آلاف الأسر التي تبحث عن العدالة والأمان لأطفالها، وسط دعوات متزايدة لتعزيز حماية الطفولة في المنطقة.
وفي سياق متصل، شدّدت جمعيات المجتمع المدني والمنظمات المعنية بحقوق الطفل على ضرورة تكثيف الجهود في التحقيق، وضمان سرعة التحرك الأمني والإعلامي في قضايا اختفاء الأطفال، مؤكدة أنّ “كل دقيقة قد تكون حاسمة لإنقاذ حياة إنسان بريء”.
واختتمت الأم رسالتها بكلمات تفيض وجعًا وأملاً في الوقت نفسه، قالت فيها:
“محمد ليس مجرد اسم أو منشور يُنسى، إنه قطعة من قلبي. أريد فقط أن أراه من جديد، أن أضمّه، أن أقول له كم اشتقت إليه.”
قصة الطفل محمد قيس حيدر لم تعد حكاية عائلة فقط، بل أصبحت قضية رأي عام تعبّر عن صوت كل أمّ تخاف على أطفالها، وعن وجع إنساني مشترك يدفع الجميع إلى الأمل والتكاتف في سبيل استعادة البراءة المفقودة.