اخبار عامة

قضية اختفاء الطفل بهاء الضيفاوي وابنة عمه سيرين تهزّ القيروان… والبحث ما يزال مستمرًا لكشف الحقيقة

تعيش مدينة القيروان منذ أكثر من عام على وقع واحدة من أكثر القضايا غموضًا في السنوات الأخيرة، بعد اختفاء كلٍّ من الطفل بهاء الضيفاويوابنة عمه سيرين الضيفاوي في ظروف ما تزال ملتبسة، وسط تواصل التحقيقات الأمنية ومحاولات العائلة معرفة الحقيقة وإنهاء هذا الصمت الثقيل.

بدأت القصة، وفق روايات العائلة، عندما غادر الطفل بهاء البالغ من العمر 14 سنة منزل عائلته في الخامس من أوت، متوجهاً إلى العمل في ورشة بناء لمساعدة والدته المريضة. كان الطفل معروفًا في الحي باجتهاده ورغبته في إعانة أسرته، إلا أنه لم يعد في ذلك اليوم. ورغم عمليات البحث الواسعة، لم يتم العثور عليه، لتبدأ بذلك رحلة طويلة من الانتظار والقلق.

شهر بعد ذلك، اختفت سيرين الضيفاوي، ابنة عم الطفل، في ظروف مشابهة بعد أن غادرت منزل إحدى صديقاتها في العاصمة. وذكرت مقربات منها أنها كانت تستعد لتقديم شكوى بسبب خلافات عائلية، لكن اختفاءها المفاجئ أضاف مزيدًا من الغموض إلى القصة، وأثار تساؤلات كثيرة لدى الرأي العام.

العائلة التي تعيش حالة من الصدمة والحزن، ناشدت في أكثر من مناسبة السلطات بمواصلة التحقيق بكل جدية. وقد عبّر أفرادها عن أملهم في معرفة مصير الفقيدين أو المختفيين، مهما كانت الحقيقة مؤلمة، لأن “الانتظار أصعب من أي شيء آخر” كما قال أحد أقاربهم.

وفي تطور جديد، أكدت مصادر قضائية أنّ السلطات الأمنية أوقفت شخصين من أقارب العائلة للتحقيق معهم في إطار الملف، وذلك بعد ورود معطيات جديدة في البحث القضائي، من بينها وجود شبهة تتعلق بممارسات غير قانونية مرتبطة بمحاولات البحث عن الكنوز بطرق غير شرعية.

من جانبها، شددت الجهات الرسمية على أنّ الأبحاث لا تزال جارية وأن العدالة ستأخذ مجراها، داعية وسائل الإعلام والجمهور إلى تجنب ترويج المعلومات غير المؤكدة احترامًا للعائلات المتضررة وسير التحقيق.

قضية سيرين وبهاء الضيفاوي تحولت إلى قضية رأي عام في تونس، إذ عبر الكثير من المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي عن تضامنهم مع العائلة، مطالبين بكشف الحقيقة وتحقيق العدالة في أقرب وقت ممكن. وقد أُنشئت حملات إلكترونية تحت وسوم مثل #كلنا_سيرين_وبهاءو**#القيروان_تنتظر_الحقيقة** لمواصلة الضغط الشعبي والإعلامي حتى لا تُطوى القضية في صمت.

ورغم مرور أكثر من عام على الحادثتين، لا يزال الأمل قائماً لدى أقارب المفقودين بأن الأيام القادمة قد تحمل خبرًا يُنهي هذا الغموض، ويعيد الطمأنينة إلى العائلة التي عاشت على وقع الانتظار والدموع.

القضية تظل مفتوحة، والتحقيقات متواصلة، فيما يبقى الأمل هو الخيط الأخير الذي تتشبث به القلوب في انتظار أن يُكشف النقاب عن مصير بهاء وسيرين، وأن تتحقق العدالة كاملة في هذه القضية التي أثارت تعاطفًا واسعًا داخل تونس وخارجها.