اخبار الهجرة

رحيل موجع لطفلة من حمّام الأنف… ياسمين حمدي تغادر بعد صراع طويل مع المرض

خيمت حالة من الحزن العميق على مدينة حمّام الأنف إثر الإعلان عن وفاة التلميذة ياسمين حمدي، ابنة 9 أساسي 2، بعد صراع طويل وشاق مع المرض. رحيل مفاجئ وموجع لطفلة لم تكن تعرف من الحياة إلا براءتها وابتسامتها الهادئة التي كانت تنير وجهها حتى في لحظات التعب. هي عصفورة جنة غادرت الأرض مبكرًا، تاركة وراءها ألمًا كبيرًا في نفوس عائلتها وكل من عرفها داخل المؤسسة التربوية وخارجها.

ياسمين كانت مثالًا للأخلاق الرفيعة والسلوك الطيب. عرفها زملاؤها كتلميذة مؤدبة، مجتهدة، محبوبة من الجميع. كانت تسعى دائمًا إلى الاجتهاد في دراستها رغم وضعها الصحي الصعب، إذ لم يمنعها المرض من مواصلة حضور الدروس كلما استطاعت. كانت تتمتع بروح صلبة رغم صغر سنها، وبقلب كبير يحتضن الجميع بابتسامة صادقة وطيبة نادرة. هذه الصفات جعلت صدمتها أكبر على كل من عرفها وعلى الإطار التربوي الذي فقد تلميذة كان يُنتظر لها مستقبل مشرق.

عانت ياسمين من مرض أنهك جسدها الصغير، لكنّها كانت تواجهه بشجاعة لا تتناسب مع عمرها. ومع كل انتكاسة، كانت تتمسك بالأمل وتقاوم بصلابة جعلت الجميع يفتخر بقوتها. غير أنّ الأقدار كان لها حكم آخر، فاختارت روحها الرحيل نحو مكان أفضل، تاركة أهلها يواجهون ألم الفقد وقسوة الفراق. مشهد وداعها كان موجعًا لكل من حضره، فقد بدا الجميع غير قادر على استيعاب فكرة رحيل طفلة كانت مليئة بالحياة.

الطاقم التربوي في المعهد عبّر عن حزنه العميق، مؤكدًا أنّ المدرسة فقدت إحدى أنشط وألطف تلميذاتها. كما سارع زملاؤها لنشر كلمات وداع مؤلمة على صفحات التواصل الاجتماعي، محمّلة بالترحّم والدعاء لها، ومعبّرة عن مدى الفراغ الذي تركته بينها وبينهم.

رحيل ياسمين يعيد تسليط الضوء على معاناة الكثير من الأطفال الذين يواجهون أمراضًا خطيرة بصمت، بعيدًا عن الأضواء. ويذكّر الجميع بأهمية الالتفات إلى هؤلاء الصغار ودعم عائلاتهم نفسيًا ومعنويًا، لأن مواجهة المرض ليست فقط معركة طبية، بل معركة إنسانية تحتاج للكثير من الحب والحضور والاحتواء.

اليوم، يبقى الدعاء هو العزاء الوحيد لأسرتها التي فجعتها خسارة ابنتها. نسأل الله أن يرحمها رحمة واسعة، وأن يجعل قبرها روضة من رياض الجنة، وأن يربط على قلوب والديها وأهلها، ويمنحهم الصبر والقوة على تجاوز هذا المصاب الجلل. كما نرجو أن تكون ياسمين آخر الراحلين من صغارنا بسبب المرض، وأن يظل أطفالنا جميعًا في صحة وعافية.

رحم الله ياسمين، وجعلها من عرائس الجنة، وألهم عائلتها جميل الصبر والسلوان.