اخبار رياضة

رحيل التلميذ ريان بن عادل المؤدب يهزّ القلوب: وداع مؤلم لروح مبدعة

رحيل التلميذ ريان بن عادل المؤدب… فاجعة تُبكي القلوب وتوجع الذاكرة

خيم الحزن العميق اليوم على الوسط التربوي والثقافي بعد وفاة التلميذ ريان بن عادل المؤدب، الذي وافته المنية إثر حادث مرور مؤلم، تاركًا وراءه حزناً كبيراً في قلوب أساتذته وأصدقائه وكل من عرفه عن قرب.

ريان، البالغ من العمر سبعة عشر عامًا، لم يكن مجرد تلميذ عادي، بل كان شابًا خلوقًا ومحبًا للحياة والفن، تميز بإبداعه في مجال المسرح، حيث شارك في عدة عروض مدرسية حصدت إعجاب زملائه ومعلميه على حد سواء. كان يحمل بداخله طاقة من النور والفرح، يزرع البسمة في كل مكان يمر به، ويمنح من حوله أملاً صادقًا بمستقبل مشرق.

أستاذته، التي نعتته بكلمات مؤثرة، عبّرت عن حزنها العميق لفقدان “الرجل الصغير” كما كانت تناديه، قائلة:
“من سيلقي عليّ التحية كل صباح بابتسامته الدافئة؟ من سيشاركنا المسرح بروحه الجميلة وإبداعه؟”
كلمات اختلطت فيها الدموع بالحنين، لتختصر وجع فقدان شابٍ كان مثالاً في الأخلاق والاجتهاد وحب الحياة.

أصدقاء ريان في المعهد بدورهم لم يستطيعوا تصديق الخبر، فقد كان بالنسبة لهم نموذجًا في الطيبة والعفوية والاحترام. تفاعل المئات على مواقع التواصل الاجتماعي مع نبأ رحيله، حيث عبّروا عن صدمتهم وألمهم، مؤكدين أن ريان كان محبوبًا من الجميع، لا يحمل في قلبه سوى الخير والنقاء.

من جهتها، تقدمت الأسرة التربوية بأحرّ التعازي إلى عائلة الفقيد، متمنية لهم الصبر والسلوان، وداعية الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. كما وجّهت دعوة إلى التلاميذ والشباب إلى التحلي بالحذر أثناء التنقلات، خاصة في الطرقات القريبة من المؤسسات التعليمية، حفاظًا على أرواحهم الغالية.

حادثة ريان تفتح مجددًا الحديث عن أهمية التوعية المرورية لدى الشباب، إذ تشدد الجمعيات المدنية على ضرورة نشر ثقافة السلامة على الطرقات من خلال الأنشطة التربوية والتوعوية داخل المعاهد والمدارس. فكل حياة تُزهق على الطريق هي خسارة لا تعوّض، ومأساة تمس عائلة كاملة ومجتمعًا بأسره.

لقد رحل ريان، لكنه ترك وراءه أثراً لا يُمحى في قلوب من عرفوه. سيبقى صوته وضحكته وموهبته في المسرح حاضرين في ذاكرة كل من شاهده فوق الخشبة أو صادفه في طريقه إلى المعهد. رحيله ليس نهاية القصة، بل تذكير لنا جميعاً بقيمة الحياة، وبأن البسمة التي نزرعها اليوم قد تبقى خالدة بعد رحيلنا.

نسأل الله أن يتغمد الفقيد الشاب بواسع رحمته، وأن يلهم والده عادل المؤدب ووالدته هاجر وكل أفراد عائلته الصبر والثبات، وأن يجعل مثواه الجنة ونعيمها الأبدي.

إنا لله وإنا إليه راجعون.