اخبار عامة

البئر الأحمر حزينة: وفاة شابين في حادث مرور مأساوي يهز تطاوين

البئر الأحمر حزينة: وفاة شابين في حادث مرور أليم يهز تطاوين

خيم الحزن والأسى على مدينة البئر الأحمر من ولاية تطاوين، مساء أمس، إثر حادث مرور مؤلم أودى بحياة شابين في مقتبل العمر، هما أحمد الجليدي وفادي مومن، اللذان كانا على متن دراجة نارية من نوع فورزا. وقد جدّ الحادث عند مفترق نهج منصور العباسي المتفرع عن شارع النصر وسط المدينة، بعد اصطدام الدراجة بسيارة رباعية الدفع.

وفقًا للمعطيات الأولية، فإن الحادث وقع في لحظات سريعة بعد أن فقد السائق السيطرة، مما أدى إلى الاصطدام العنيف الذي تسبب في وفاة الشابين على عين المكان رغم تدخل وحدات الحماية المدنية التي هرعت فور تلقيها البلاغ. وقد تم نقل الجثمانين إلى المستشفى الجهوي بتطاوين لعرضهما على الطب الشرعي، فيما تولت الجهات الأمنية فتح تحقيق لتحديد الأسباب الدقيقة للحادث.

الخبر نزل كالصاعقة على أهالي البئر الأحمر، الذين عبّروا عن حزنهم العميق لفقدان شابين عُرفا بحسن الخلق وروح الشباب والطموح. فـ أحمدوفادي كانا من أبناء المنطقة المحبوبين، تجمعهما علاقة صداقة قوية، ويعرفهما الجميع بابتسامتهما الدائمة وحيويتهما التي كانت تبعث الفرح في من حولهما.

وسرعان ما امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات التعزية والدعاء لهما بالرحمة والمغفرة، حيث كتب أحد أصدقائهما: «رحمكما الله يا من تركتما بصمة في قلوبنا، سنذكركما دائمًا بابتسامتكما الصافية وقلوبكما النقية». فيما دعا آخرون إلى الترحم عليهما وقراءة الفاتحة على روحيهما الطاهرتين، معبرين عن تعاطفهم الكبير مع العائلتين المفجوعتين.

الحادثة المؤلمة أعادت من جديد النقاش حول ظاهرة حوادث الدراجات النارية في صفوف الشباب، والتي أصبحت مصدر قلق متزايد في العديد من المدن التونسية، نظرًا لارتفاع وتيرتها خلال السنوات الأخيرة. وقد أكد عدد من المواطنين على ضرورة تعزيز التوعية المرورية، خاصة لدى الشباب، وتشديد المراقبة في المفترقات الحيوية لتفادي مثل هذه الكوارث مستقبلاً.

كما دعا ناشطون محليون إلى تحسين البنية التحتية الطرقية وتوفير وسائل سلامة أكثر فعالية، خصوصًا في المناطق التي تشهد كثافة مرورية كبيرة داخل المدن. واعتبروا أن الحفاظ على الأرواح مسؤولية جماعية تستوجب وعيًا من السائقين والمواطنين على حد سواء.

وقد عبّر عدد من أهالي البئر الأحمر عن تضامنهم الكامل مع عائلتي الفقيدين، وشاركوا في تشييع الجنازة التي كانت مؤثرة ومهيبة، حيث امتزجت الدموع بالدعاء. الأجواء كانت مشحونة بالحزن، وسط كلمات المواساة وتذكير الجميع بأن الموت قضاء وقدر، وأن الصبر هو السبيل الوحيد لتجاوز مثل هذه المآسي.

رحم الله الشابين أحمد الجليدي وفادي مومن، وأسكنهما فسيح جناته، ورزق أهلهما جميل الصبر والسلوان. تبقى الحادثة درسًا مؤلمًا يدعو إلى مزيد من الانتباه والحرص أثناء القيادة، حفاظًا على الأرواح الغالية، خصوصًا في صفوف الشباب الذين يشكلون أمل الغد ومستقبل الوطن.