مأساة في سيدي بوعلي: وفاة طفلة إثر حادث دهس بشاحنة مخصّصة لنقل المياه
شهدت منطقة سيدي بوعلي من ولاية سوسة، مساء اليوم، حادثًا أليمًا أودى بحياة طفلة لم تتجاوز عامًا وستة أشهر، وذلك إثر دهسها من قبل شاحنة مخصّصة لنقل المياه. وقد خلفت الحادثة حالة من الحزن العميق والصدمة في صفوف أهالي المنطقة، خاصة وأن الواقعة حدثت في لحظة عابرة كانت فيها العائلة منشغلة بنشاط يومي بسيط.
وفق المعطيات الأولية التي نقلها شهود عيان من مكان الحادث، فقد كانت الطفلة تقف بجانب والدتها أثناء قيامهما بتعبئة المياه، قبل أن تتقدم الشاحنة نحو المكان الذي كانت تقف فيه الأم وابنتها. ورغم محاولة بعض المتواجدين تنبيه السائق، فإن الحادث كان سريعًا ومباشرًا، متسببًا في إصابة قاتلة للطفلة، التي فارقت الحياة على عين المكان قبل وصول أي إسعاف.
وقد تم إعلام وحدات الحماية المدنية فورًا، حيث تحولت وحدات الإسعاف والأمن إلى موقع الحادث، لكن تأكيد الوفاة كان لحظيًا نظرًا لخطورة الإصابة. وتم في ما بعد نقل جثة الطفلة إلى المستشفى الجهوي بسوسة لعرضها على الطب الشرعي وفق الإجراءات القانونية المعمول بها.
من جانبها، باشرت الوحدات الأمنية فتح بحث أولي لتحديد ظروف وملابسات ما جرى، والتحقيق في المسؤوليات المحتملة. ويشمل التحقيق الاستماع إلى السائق، ومعاينة موقع الحادث، والتحقق من مدى احترام قواعد السلامة عند استعمال الشاحنة في أماكن آهلة بالسكان أو قرب مصادر الماء التي يرتادها الأهالي.
وقد عبّر أهالي المنطقة عن أسفهم العميق لهذه الفاجعة التي حوّلت لحظة روتينية إلى صدمة كبيرة لكل من عرف العائلة. كما أعرب العديد منهم عن قلقهم المتواصل من استعمال شاحنات ضخمة داخل مناطق سكنية دون اتخاذ الاحتياطات الضرورية لحماية المارة، وخاصة الأطفال الذين قد لا يدركون خطورة الاقتراب من المركبات الثقيلة.
وتطرح هذه الحادثة من جديد مسألة السلامة في محيط المناطق الريفية وشبه الريفية، حيث غالبًا ما يقع استعمال شاحنات نقل المياه في أماكن ضيقة أو بالقرب من السكان، ما يستدعي تنظيمًا محكمًا وإشرافًا أكبر لتفادي كوارث مشابهة. كما تؤكد أهمية التوعية المستمرة حول مخاطر اقتراب الأطفال من مناطق حركة العربات الثقيلة، إلى جانب ضرورة إيجاد حلول بديلة أكثر أمانًا لتوفير المياه للعائلات، خاصة في المناطق التي تشهد نقصًا في التزود بالماء الصالح للشرب.
وتبقى هذه الفاجعة ذكرى مؤلمة لدى عائلة الطفلة، التي فقدت فلذة كبدها في لحظة غير متوقعة، فيما يواصل التحقيق مساره لتحديد المسؤوليات بدقة، وتفادي تكرار مثل هذه المآسي في المستقبل.
إنا لله وإنا إليه راجعون.