اخبار المشاهير

جدل واسع بعد تصريحات لسعد عثمان عقب جنازة الفنان نور الدين بن عيّاد

أثارت تصريحات الممثل والسيناريست لسعد عثمان تفاعلاً كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك إثر كلماته المؤثرة عقب تشييع جثمان الفنان الراحل نور الدين بن عيّاد، الذي غيّبه الموت تاركًا وراءه مسيرة فنية ثرية ومحبة واسعة في قلوب الجمهور التونسي. وقد جاءت تصريحات عثمان لتسلّط الضوء على مسألة الحضور في الجنازات، ومسؤولية الوسط الفني في دعم بعضه البعض، ما فتح نقاشًا جديدًا حول القيم الإنسانية قبل المهنية.

فقد عبّر لسعد عثمان في مقطع مصوّر عن أسفه الشديد لغياب عدد كبير من الفنانين عن مراسم الجنازة، معتبراً أنّ المشهد كان «مخجلاً» وغير لائق بتاريخ الفقيد ومكانته الفنية. وأشار إلى أنّ العائلة والأصدقاء وبعض أبناء الجهة حضروا لتوديع الراحل، بينما غاب زملاء مهنة جمعته بهم سنوات من العمل والعطاء. وقد طرح عثمان تساؤلات موجعة حول أسباب هذا الغياب، معتبراً أنّ روح التضامن بين الفنانين أصبحت «ضعيفة» في السنوات الأخيرة مقارنة بما كان عليه المشهد الثقافي سابقًا.

وتأتي هذه التصريحات في سياق حسّاس، حيث تساءل ناشطون عن الظروف الصعبة التي يعيشها العديد من الفنانين في تونس، سواء على المستوى الاجتماعي أو الصحي، ما يجعل التكافل بينهم ضرورة أخلاقية أكثر منه مجرد واجب مهني. كما رأى البعض أن تصريح عثمان يعكس حالة من الإحباط يشعر بها عدد من الفنانين بسبب تراجع الدعم المؤسساتي للقطاع الثقافي، وغياب إطار قانوني واضح ينظم حقوق الفنانين ويضمن لهم الحماية الاجتماعية.

ورغم الجدل الذي أثارته تصريحات لسعد عثمان، فقد أكّد كثيرون أن ما قاله يعكس رأيًا شخصيًا، لكنه فتح باب النقاش حول قضايا ظلّت مسكوتًا عنها طويلاً. فغياب التضامن داخل الوسط الفني ليس ظاهرة جديدة، لكنه يعود إلى الواجهة كلما رحل فنان ترك بصمة لدى الجمهور. كما دعا آخرون إلى ضرورة التعامل مع مثل هذه القضايا بروح بنّاءة بدل الاتهامات المتبادلة، معتبرين أن اللحظة هي لحظة تكريم للفقيد وليست مناسبة لتبادل اللوم.

وفي ظل هذا الجدل، أعاد الكثيرون التذكير بسيرة الفنان نور الدين بن عيّاد، الذي عُرف بأدواره المميزة في المسرح والتلفزيون، وبطبيعته الهادئة وعلاقاته الطيبة داخل الوسط الفني. وقد أعرب محبوه عن حزنهم لفقدانه، مشيرين إلى أنّ الإرث الفني الذي خلّفه سيظل حاضراً في ذاكرة الجمهور مهما دار حوله من نقاشات أو مواقف.

في النهاية، يبقى رحيل الفنان نور الدين بن عيّاد مناسبة للتفكير في مكانة الفنان في المجتمع، وفي كيفية دعم العاملين في المجال الثقافي وتأمين ظروف أكثر إنسانية. كما تبقى الدعوة موجّهة للجميع إلى تعزيز قيم التضامن والاحترام، خصوصاً في اللحظات التي تقف فيها العائلات ومعارف الراحل في أمسّ الحاجة إلى المواساة والوقوف إلى جانبهم.

رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وجعل أعماله الفنية نورًا دائمًا في ذاكرة محبيه.