اخبار عامة

في فيديو مؤثر: أم وأخت سمر تكشفان الحقيقة بعد وفاتها في المعمل”

شهادة الأم والأخت: عائلة سمر تكشف الحقيقة المرة بعد وفاة ابنتهم في المعمل

أثارت حادثة وفاة الشابة سمر، ذات التسعة عشر ربيعًا، داخل أحد المعامل موجة غضب عارمة في تونس، خاصة بعد أن خرجت عائلتها عن صمتها وكشفت عبر فيديو صادم تفاصيل ما حدث. شهادة الأم والأخت لم تكن مجرد رواية، بل صرخة مدوّية فضحت واقعًا مريرًا يعيشه آلاف العمال والعاملات يوميًا وسط ظروف عمل قاسية وانعدام شروط السلامة.

الأم: “فلذة كبدي ماتت مظلومة”

في الفيديو، ظهرت والدة سمر وهي تبكي بحرقة، مؤكدة أن ابنتها كانت تذهب يوميًا للعمل من أجل مساعدة العائلة وتخفيف العبء عن كاهلها. لكنها، بدل أن تحقق أحلامها البسيطة، لقيت حتفها تحت آلة قديمة تفتقر إلى أدنى مقومات الحماية. الأم حمّلت المشغّل مسؤولية وفاة ابنتها، وقالت إن المعمل لم يكلف نفسه حتى إصدار بيان يوضّح ما حدث أو يقدّم تعهّدًا بعدم تكرار مثل هذه المأساة.

الأخت: “نحب صوت سمر يوصل”

شهادة الأخت لم تكن أقل تأثيرًا، حيث أكدت أن ما وقع ليس مجرد حادث عرضي، بل نتيجة إهمال ممنهج وظروف عمل غير إنسانية. وقالت: “أختي راحت ضحية لآلة ما تصلحش حتى تخدم بيها في هذا العصر. نحب صوتها يوصل للناس الكل، ونحب حقها يترجع.” كلمات الأخت ترددت على نطاق واسع، وأصبحت رمزًا لمطالب العدالة والإنصاف.

صمت المعمل واتحاد الشغل يثير الغضب

الغريب في الأمر أن إدارة المعمل لم تصدر أي بيان رسمي يوضّح ملابسات الحادثة أو يطمئن الرأي العام. كذلك، لم يصدر إلى حد اللحظة أي موقف واضح من اتحاد الشغل، ما أثار استغراب العائلة والرأي العام. فالاتحاد، الذي يُعرف تاريخيًا بدفاعه عن حقوق العمال، بدا غائبًا عن هذه المأساة، وهو ما زاد من احتقان الشارع.

الإعلام البديل يكسر الصمت

الإعلام التقليدي اكتفى بذكر الحادثة باقتضاب أو تجاهلها تمامًا، وهو ما اعتبره متابعون محاولة للتعتيم خوفًا على المصالح الاقتصادية. لكن الفيديو الذي نشرته العائلة قلب الموازين، حيث تداوله الآلاف عبر شبكات التواصل، وأصبح مادة أساسية في النقاش العام حول حقوق العمال وظروف عملهم. هذا ما أكد مرة أخرى أن الإعلام البديل يلعب دورًا حاسمًا في كشف الحقائق والدفاع عن المستضعفين.

دعوات للتضامن مع العائلة

بعد انتشار الفيديو، أطلق ناشطون دعوات واسعة لجمع التبرعات من أجل مساعدة عائلة سمر، التي تعيش وضعًا اجتماعيًا هشًا. الكثيرون عبّروا عن رغبتهم في الوقوف إلى جانب الأم والأخت، معتبرين أن التضامن واجب إنساني وأخلاقي أمام تقصير الهياكل الرسمية.

مأساة تكشف واقعًا أوسع

قصة سمر لم تعد مجرد مأساة عائلية، بل تحوّلت إلى قضية رأي عام تفضح هشاشة ظروف العمل في تونس، خاصة في بعض المعامل التي لا تراعي شروط السلامة المهنية. الحادثة طرحت تساؤلات جدية حول مسؤولية أرباب العمل، ودور النقابات والسلطات في الرقابة والتدخل الفعلي لحماية أرواح العمال.

الخاتمة

شهادة الأم والأخت أعادت الاعتبار لصوت سمر، وحوّلت صمتها الأبدي إلى صرخة مدوية ضد الإهمال والتقصير. وبينما تطالب العائلة بحق ابنتهم، يرى مراقبون أن الحادثة يجب أن تكون نقطة بداية لإصلاحات حقيقية في ميدان العمل، حتى لا تتحول قصص مثل قصة سمر إلى مشهد متكرر.

رحم الله سمر، ورزق أهلها الصبر والسلوان، وجعل من دموع أمها وأختها منارة تفضح الظلم وتدعو للعدالة