اخبار رياضة

العثور على جثة متحللة لشيخ في العلا بعد سنة من اختفائه يصدم أهالي القيروان

العثور على جثة متحللة لشيخ في العلا بعد عام من اختفائه: صدمة في القيروان

في حادثة مأساوية هزّت منطقة العلا من ولاية القيروان، عُثر خلال الساعات الماضية على جثة متحللة لرجل سبعيني داخل منزله بعد أن اختفى عن الأنظار لما يقارب السنة. الحادثة أثارت حالة من الحزن والذهول بين أهالي المنطقة، الذين عبّروا عن استيائهم من الطريقة التي عاش بها الفقيد وحيدًا دون أن يشعر أحد بغيابه طيلة هذه المدة.

وفقًا للمعطيات الأولية، فإن الشيخ يبلغ من العمر حوالي 70 سنة، وكان يعيش بمفرده في منزل بسيط داخل أحد أحياء مدينة العلا. وقد تعود الجيران على رؤيته من حين إلى آخر قبل أن يختفي بشكل مفاجئ منذ أكثر من عام، دون أن تثير غيبته أي تحركات تُذكر في البداية، نظرًا لعزلته الطويلة وقلة تواصله مع المحيطين به.

لكنّ الروائح المنبعثة من المنزل مؤخرًا أثارت شكوك الأهالي، مما دفعهم إلى إعلام السلطات الأمنية والحماية المدنية. وبعد تدخل الوحدات المختصة وفتح باب المنزل، تم العثور على جثة متحللة بالكامل تعود للرجل المفقود، في مشهد مؤلم ترك أثرًا عميقًا في نفوس الحاضرين.

وقد تحوّل ممثلو النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالقيروان على عين المكان لمعاينة الجثة، وأذنوا بفتح بحث تحقيقي للكشف عن ملابسات الوفاة. كما تم نقل الجثة إلى قسم الطب الشرعي بالمستشفى الجهوي بالقيروان لتحديد أسباب الوفاة بدقة، خصوصًا وأن طول مدة التحلل جعل من الصعب تحديد معالم الجثة بشكل واضح.

من المرجّح وفق المعطيات الأولية أن تكون الوفاة طبيعية، نظرًا لعدم وجود آثار عنف أو سرقة، غير أن الأبحاث متواصلة للتأكد من ذلك. ويُرجح أن الرجل كان يعاني من مشاكل صحية مزمنة حالت دون قدرته على طلب المساعدة أو التواصل مع أقاربه، خاصة في ظل عزلته الاجتماعية التامة.

الحادثة المؤلمة أعادت إلى الواجهة قضية كبار السن الذين يعيشون بمفردهم دون رعاية أو متابعة من المجتمع أو الجهات المختصة. فقد أصبحت مثل هذه الحالات متكرّرة في السنوات الأخيرة، ما يدق ناقوس الخطر حول ضرورة تعزيز برامج الرعاية الاجتماعية والتضامن المحلي، خصوصًا في المناطق الداخلية التي تعرف عزلة وصعوبات معيشية كبيرة.

كما دعا عدد من متساكني العلا السلطات إلى التفكير في حلول إنسانية لمثل هذه الحالات، من خلال إنشاء فرق ميدانية لزيارة الأشخاص المسنين أو الذين يعيشون بمفردهم، تفاديًا لتكرار مثل هذه المآسي التي يمكن تجنبها ببعض المبادرات الإنسانية البسيطة.

وتبقى حادثة العثور على هذا الشيخ المتوفى عبرة مؤلمة تذكر الجميع بأهمية التواصل والتراحم بين الناس، وبأن الوحدة والعزلة قد تكون قاتلة في صمت. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وجعل من قصته رسالة تنبّه المجتمع إلى أهمية التضامن الإنساني والاجتماعي في كل حين.