جدل على مواقع التواصل بين مؤثرات تونسيات… وتفاعل واسع وسط المتابعين
شهدت منصّات التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة حالة من الجدل بين متابعي عالم المؤثرين في تونس، وذلك إثر انتشار سلسلة فيديوهات متبادلة بين شيماء هارون ونورس بريكي، أثارت اهتمام الجمهور وأعادت النقاش حول طبيعة العلاقات بين صانعي المحتوى وحدود الخصوصية في الفضاء الرقمي. وتناولت الفيديوهات المتداولة تعليقات وإيحاءات تتعلق بـ“حمادي”، وهو الاسم الذي ظهر في حديث كلّ من الطرفين بطريقة غير مباشرة، ما دفع المتابعين إلى التساؤل حول خلفية الخلاف ودوافعه الحقيقية.
ورغم الانتشار الواسع للمقاطع، لم تصدر أي توضيحات رسمية من الطرفين تفسّر بدقة طبيعة العلاقة بهذا الشخص أو سبب التوتر الحاصل، مما جعل الجمهور يعتمد أساسًا على التأويلات وردود الأفعال السريعة التي عادة ما ترافق مثل هذه الأحداث على السوشيال ميديا. ويؤكد متابعون أن هذا النوع من الخلافات أصبح يتكرر بين المؤثرين بسبب المنافسة القوية على المحتوى والمشاهدات، إضافة إلى حساسية المواضيع الشخصية التي عادة ما تثير اهتمامًا مضاعفًا.
ويشير مختصون في علم النفس الاجتماعي إلى أنّ الانتشار السريع لمثل هذه الفيديوهات يعود إلى ديناميكية المنصات الرقمية التي تشجع على التفاعل السريع، والبحث الدائم عن الجديد، دون التثبت دائمًا من حقيقة ما يتم تداوله. كما يعتبرون أن الخلافات بين المؤثرين ليست ظاهرة محلية فقط، بل تُسجّل عالميًا، حيث تتحول في بعض الأحيان إلى محتوى قائم بذاته، يستفيد منه الأطراف من حيث نسب المشاهدة والتفاعل.
من جهة أخرى، عبّر عدد من المتابعين عن استيائهم من طريقة تداول الموضوع، معتبرين أنّ تحويل الخلافات الشخصية إلى مادة علنية يسيء إلى الصورة العامة لصنّاع المحتوى، ويعطي انطباعًا سلبيًا عن جودة ما يُقدَّم للجمهور، خاصة للفئات الشابة التي تتابع هذه المنصات بشكل يومي. في المقابل، رأى آخرون أن ما حدث لا يعدو أن يكون مجرّد اختلافات بسيطة تضخّمها المنصات بطبيعتها.
كما أعاد بعض رواد مواقع التواصل التأكيد على ضرورة احترام الخصوصية، وعدم إدخال الأسماء الشخصية أو العلاقات في سياق الجدل العام، خاصة إذا لم يتم توضيح الحقيقة من الأطراف المعنية. ويرى هؤلاء أن المؤثرين يتحملون مسؤولية أكبر باعتبارهم يقدمون أنفسهم كنماذج للشباب، ما يستوجب قدرًا أعلى من المسؤولية في التعامل مع المحتوى المعروض.
وتتماشى هذه النقاشات مع موجة عالمية تدعو صانعي المحتوى إلى اعتماد معايير أكثر مهنية وشفافية، وإلى الابتعاد عن إثارة الجدل غير المفيد الذي قد يضرّ بصورة الصناعة ككل. كما تدعو هذه الموجة إلى التركيز على المحتوى الهادف، خاصة في ظل انتشار التحديات والمقاطع السطحية التي قد تؤثر على المراهقين وصغار السن.
وفي انتظار أي توضيحات رسمية من الطرفين، يبقى ما تم تداوله مجرد تبادل فيديوهات يندرج ضمن سياق التوترات الطبيعية في عالم السوشيال ميديا. ويبقى من المهم بالنسبة للجمهور التحلي بالحذر وعدم الانسياق وراء التأويلات غير المؤكدة، وعلى صانعي المحتوى كذلك الانتباه إلى تأثير ما ينشرونه، لما له من انعكاسات واسعة على المجتمع.