عائلة مهدي تروي تفاصيل الحادثة الأليمة في البحر الأزرق: “خرج ولم يعد..
عائلة الشاب مهدي تروي تفاصيل الحادثة الأليمة في البحر الأزرق
خيّم الحزن على منطقة البحر الأزرق بضواحي العاصمة بعد الفاجعة التي راح ضحيتها الشاب مهدي، إثر حادثة اعتداء مؤلمة أثارت موجة كبيرة من التعاطف على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصًا بعد ظهور والدته وشقيقه في تصريحات مؤثرة تحدّثا فيها عن تفاصيل ما حدث وسير التحقيقات الجارية.
في حديثها لوسائل الإعلام، عبّرت والدة الضحية عن ألمها العميق لفقدان ابنها الذي وصفته بأنه “كان قلب العائلة وسندها”، مؤكدة أنّ مهدي لم يكن يبحث سوى عن حياة كريمة وأنه كان معروفًا بحسن سيرته وأخلاقه بين أهالي المنطقة. وأضافت الأم بصوت متهدّج أنّها لا تزال غير مصدّقة لما حدث، قائلة: “لم أتصوّر يومًا أن أفقد ابني بهذه الطريقة… خرج ولم يعد.”
أما شقيق مهدي، الذي بدت عليه علامات الحزن والصدمة، فقد أوضح أنّ ما جرى كان نتيجة ما يُعرف بـ”عملية براكاج” (اعتداء بقصد السرقة)، مؤكّدًا أنّ شقيقه كان في المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ، وأنه لم تكن بينه وبين المعتدين أي معرفة سابقة. وأشار إلى أنّ العائلة علمت بالحادثة بعد ساعات من وقوعها، لتعيش منذ ذلك الحين في دوامة من الألم والانتظار لمعرفة التفاصيل الدقيقة.
السلطات الأمنية من جانبها تحركت بسرعة بعد تلقيها البلاغ، حيث تم فتح بحث تحقيقي بإذن من النيابة العمومية لتحديد هوية المعتدين والكشف عن ظروف الحادثة وملابساتها. ووفق مصادر أمنية مطلعة، تم الاستماع إلى عدد من الشهود وجمع الأدلة من مكان الواقعة في انتظار نتائج الأبحاث الفنية والقضائية.
أثارت القضية تفاعلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ عبّر العديد من المواطنين والنشطاء عن تضامنهم الكبير مع العائلة المكلومة، داعين إلى ضرورة تشديد العقوبات على المعتدين والحرص على الحد من ظاهرة الاعتداءات في الأماكن العامة والسياحية. كما تم تداول صور للفقيد مرفقة بعبارات التعاطف والدعاء له بالرحمة ولعائلته بالصبر والسلوان.
من جهتها، دعت منظمات المجتمع المدني إلى مضاعفة الجهود الأمنية والوقائية، خاصة في المناطق الساحلية التي تشهد إقبالًا كبيرًا من المواطنين خلال فترات نهاية الأسبوع والعطل، مؤكدة أن حماية الأرواح تبقى أولوية قصوى يجب أن تتكاتف فيها جهود الدولة والمجتمع.
وتعيش مدينة البحر الأزرق اليوم على وقع حالة من الحزن والذهول، بعد أن ودّع الأهالي الشاب مهدي في جنازة مهيبة، غلبت عليها الدموع والدعوات بأن تكون هذه الحادثة الأليمة الأخيرة من نوعها.
وفي انتظار ما ستكشفه نتائج التحقيقات الرسمية، يبقى أمل العائلة معقودًا على العدالة لكشف الحقيقة وإنصاف روح فقيدهم، مع التأكيد على ضرورة ترسيخ ثقافة السلم والأمان بين أبناء المجتمع.