بازينة بنزرت: اعتدا.ء مروّع على أم ورضيعها يهزّ الأهالي”
حادثة مؤسفة في بازينة: أم ورضيعها ضحية اعتداء بالعنف
في مشهد صادم هزّ الرأي العام المحلي، شهدت منطقة أولاد سعيد من معتمدية بازينة بولاية بنزرت مساء أمس حادثة مؤلمة تمثلت في تعرض امرأة شابة ورضيعها البالغ من العمر أربعين يومًا إلى اعتداء بالعنف من قبل عدد من الأشخاص، في واقعة أثارت حزنًا واسعًا وتعاطفًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفقًا لشهود عيان، فإن الأم كانت تسير وهي تحمل طفلها بين ذراعيها حين نشب خلاف بسيط مع مجموعة من الشبان، سرعان ما تطور إلى مشادة كلامية انتهت بالاعتداء عليها بالعصيّ، دون مراعاة لحالتها ولا لوجود رضيعها الصغير بين يديها.
وقد أصيبت المرأة بجروح متوسطة، بينما تلقى الطفل إصابة خطيرة على مستوى الرأس تسببت في تورم واضح، استدعى نقله على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة.
وأكد مصدر طبي بالمستشفى أن حالة الرضيع حرجة لكنها مستقرة، مشيرًا إلى أنه يخضع حاليًا إلى مراقبة طبية دقيقة في قسم الإنعاش، وأن الفريق الطبي يبذل جهودًا كبيرة لإنقاذ حياته.
وقد أثارت الحادثة حالة من الاحتقان والغضب في صفوف أهالي المنطقة، الذين اعتبروا أن ما حدث لا يمكن تبريره تحت أي ظرف، ودعوا السلطات الأمنية إلى التحرك العاجل لإيقاف المتورطين وتطبيق القانون بكل صرامة.
كما عبّر المواطنون عن قلقهم من تنامي مظاهر العنف في المجتمع، خاصة حين تمتدّ إلى الفئات الضعيفة مثل النساء والأطفال.
من جانبها، أكدت مصادر أمنية بولاية بنزرت أن وحدات الحرس الوطني تحركت على الفور إلى مكان الحادث، وفتحت تحقيقًا عاجلًا لتحديد هوية المعتدين الذين لاذوا بالفرار بعد الواقعة. كما تم الاستماع إلى شهادة عدد من الجيران والأشخاص الذين كانوا على مقربة من مكان الاعتداء لتجميع كل المعطيات الممكنة.
وفي انتظار نتائج التحقيق، وجّهت منظمات المجتمع المدني والحقوقي في الجهة دعوات إلى ضرورة تعزيز حملات التوعية بخطورة العنفمهما كانت أسبابه، وتشديد العقوبات على مرتكبي الاعتداءات التي تستهدف الأبرياء.
ويرى عدد من المتابعين أن مثل هذه الحوادث تذكّر بأهمية إعادة الاعتبار للقيم المجتمعية القائمة على الاحترام والتسامح، خاصة في ظل ما يشهده الشارع التونسي من تصاعد مظاهر العنف اللفظي والمادي في السنوات الأخيرة.
الحادثة المؤسفة تحولت خلال ساعات إلى حديث عام على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الآلاف من التونسيين عن تضامنهم العميق مع الأم وطفلها، ووجّهوا رسائل دعم ودعاء للرضيع بأن يتعافى سريعًا ويعود إلى أحضان والدته.
كما طالب عدد كبير من الناشطين بضرورة وضع قوانين أكثر صرامة لردع كل من تسوّل له نفسه الاعتداء على الآخرين أو تعريض حياة الأطفال للخطر.
وفي ختام الحادثة، عبّر أحد أقارب العائلة عن حزنه العميق لما جرى، مؤكدًا أن ما تعيشه الأم حاليًا “لا يمكن وصفه”، فهي بين خوف على حياة طفلها وحزن على ما تعرضت له من عنف غير مبرر.
ويبقى الأمل اليوم أن تتحقق العدالة سريعًا، وأن ينال كل من يثبت تورطه جزاءه القانوني، وأن تعود الطمأنينة إلى العائلة التي لم تتوقع أن يتحول يوم عادي إلى كابوس مؤلم سيظل في الذاكرة طويلاً.
رحم الله البراءة المصابة في مهدها، ونسأل الله أن يمنّ على الطفل وأمه بالشفاء العاجل، وأن يعمّ الأمان والسكينة كل ربوع تونس.