عزة سليماني تكسر صمتها وتدعو إلى محاسبة قانونية بعد اعتراف عمار الجمل بتعنيف روروات
أثارت التصريحات الأخيرة التي أدلى بها اللاعب الدولي السابق عمار الجمل موجة واسعة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن صرّح علنًا خلال بث مباشر بأنه “قام بتعنيف زوجته السابقة”، في إشارة صريحة إلى حادثة سابقة جمعته بصانعة المحتوى المعروفة “روروات”.
التصريحات التي أثارت موجة من الغضب والاستنكار، دفعت الممثلة التونسية عزة سليماني إلى كسر صمتها والمطالبة عبر منشور على صفحتها الرسمية بضرورة تحرك القطب القضائي في أسرع وقت ممكن، معتبرة أن ما جاء على لسان الجمل يُعدّ بمثابة “اعتراف علني يستوجب التحقيق والمحاسبة”.
ردود فعل واسعة ودعوات للتحقيق
تفاعل الرأي العام مع هذه الدعوة بشكل واسع، حيث عبّر العديد من نشطاء المجتمع المدني والجمعيات النسوية عن دعمهم لما وصفوه بـ”الوقفة الجريئة” من قبل سليماني، واعتبروها خطوة ضرورية لكسر ثقافة الصمت حول العنف المسلط على النساء.
في ذات السياق، أعربت عدد من المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة عن قلقها من أن تتحول منصات التواصل الاجتماعي إلى منابر لإعادة إنتاج التبريرات للعنف الزوجي، بدل أن تكون مساحة للتوعية والمحاسبة.
الإطار القانوني لمثل هذه التصريحات
قانونيًا، يُعدّ الاعتراف العلني بالعنف الزوجي موضوعًا ذا أهمية قصوى، خاصة في ظل القوانين التونسية التي تجرّم العنف ضد المرأة بكل أشكاله، ومنها القانون الأساسي عدد 58 لسنة 2017 المتعلق بالقضاء على العنف ضد المرأة. ويخول هذا القانون للنيابة العمومية التحرك تلقائيًا في حال وجود دلائل أو اعترافات بوقوع عنف، حتى وإن لم تتقدم المتضررة بشكوى.
مواقف متباينة بين المتابعين
ورغم أن العديد من المتابعين عبّروا عن صدمتهم من فحوى التصريحات، إلا أن البعض رأى أن ما حدث هو “شأن خاص” لا يجب أن يُطرح للعموم، وهو ما خلق انقسامًا في الرأي العام حول حدود ما يجب مناقشته على العلن، ومدى تدخل القضاء في مثل هذه الحالات.
لكن تبقى الدعوة إلى التحقيق والتحري القضائي قائمة، كخطوة لحماية حقوق الأطراف المعنية وتبيان الحقيقة، بعيدًا عن الضجة الإعلامية والمزايدات.
ختامًا
قضية الجمل وروروات تفتح من جديد ملف العنف الأسري في تونس، وتُسلط الضوء على الحاجة المستمرة لتفعيل القوانين بصرامة، ومواصلة التوعية المجتمعية حول خطورة التطبيع مع أي شكل من أشكال العنف، خاصة عندما يصدر من شخصيات عامة لها تأثيرها في الرأي العام.