اخبار الهجرة

مواطنة من صفاقس تتعرض لهجوم شرس من كلب ونقلها إلى مصحة الرشيد في حالة خطيرة

شهدت إحدى المصحات الخاصة حادثة مؤسفة أثارت حالة من القلق والتعاطف، بعد أن تعرّضت مواطنة أصيلة ولاية صفاقس لهجوم شرس من كلب، ما أدى إلى إصابتها بجروح خطيرة استوجبت نقلها على جناح السرعة إلى مصحة الرشيد لتلقي الإسعافات الضرورية. هذه الواقعة المؤلمة سلطت الضوء من جديد على خطورة انتشار الكلاب السائبة أو غير المراقبة، وما قد تسببه من تهديد مباشر لأمن المواطنين وسلامتهم.

وقد أكّد الإطار الطبي بالمصحة أنّ المصابة وصلت في حالة تستوجب تدخلاً عاجلاً، إثر تعرضها لعضّات متعددة في مناطق حساسة من جسدها. ورغم التدخل السريع، فإن وضعها الصحي يتطلّب متابعة دقيقة نظرًا لشدّة الجروح وخطر التعفنات أو الأمراض التي قد تنتقل عبر مثل هذه الهجمات. وتعكس هذه الحالة مدى خطورة التعامل مع الحيوانات غير الملقحة أو غير الخاضعة للرقابة، خصوصًا الكلاب التي قد تكون حاملة لأمراض خطيرة مثل داء الكلب (السعار)، وهو مرض قاتل في حال عدم التدخل السريع.

وقد عبّر عدد من مرافقي المصابة عن صدمتهم من هول الاعتداء، مطالبين بضرورة التحرك الجدي للحد من انتشار الكلاب الخطيرة في الأحياء السكنية والمناطق العامة. فمثل هذه الحوادث تتكرر بوتيرة مقلقة في عديد الجهات، ما يجعلها قضية أمن صحي تستوجب تدابيـر عاجلة. كما أشار مواطنون إلى أن غياب حملات جمع الكلاب السائبة أو تلقيحها يضاعف خطر وقوع مثل هذه الأحداث.

من جانب آخر، يلعب الوعي المجتمعي دورًا مهمًا في الحد من هذه الظاهرة، إذ يتحمل أصحاب الكلاب مسؤولية واضحة في تربية حيواناتهم والحرص على تلقيحها وربطها أو مراقبتها، تفاديًا لأي ضرر قد يلحق بالآخرين. فالإهمال في هذا الجانب يمكن أن يؤدي إلى نتائج خطيرة، ليس فقط على المارة بل حتى على الأطفال، الذين غالبًا ما يكونون الأكثر عرضة لمثل هذه الحوادث بسبب ضعف قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم.

كما يُعدّ الجانب القانوني عاملًا أساسيًا، إذ يجب تطبيق القوانين التي تُحمّل أصحاب الحيوانات الخطيرة مسؤولية ما قد يصدر عنها من أذى، مع تشديد العقوبات في حال الإهمال. بالإضافة إلى ضرورة تدخل البلديات بصفة منتظمة لتنظيم حملات للحد من انتشار الحيوانات السائبة في الشوارع، وتوفير مراكز إيواء مخصصة لحمايتها ولحماية المواطنين في آن واحد.

هذه الحادثة المؤلمة تذكّر بأهمية تطوير منظومة الوقاية الصحية، من خلال تكثيف حملات التوعية حول مخاطر الاحتكاك بالحيوانات غير المرقمة أو غير الملقحة، وتعزيز برامج التلقيح، إضافة إلى ضرورة توفير تجهيزات طبية عاجلة بالمؤسسات الصحية للتعامل مع الإصابات الناتجة عن الهجمات الحيوانية.

وفي ختام هذه الفاجعة، يتمنى الجميع الشفاء العاجل للمصابة وعودتها السريعة إلى حياتها الطبيعية بعد تجاوز مرحلة الخطر. كما يأمل المواطنون أن يكون هذا الحادث دافعًا لإطلاق تحركات جدية لحماية السكان، وتجنب تكرار مثل هذه الهجمات التي تُهدد السلامة الجسدية وتُثير الرعب في الأحياء.