اخبار المشاهير

مأساة في الجزائر: وفاة أربعة أفراد من عائلة واحدة بعد تناول وجبة ملوّثة بمادة سامة

مأساة تهزّ الجزائر: وفاة عائلة بعد تناول وجبة ملوّثة والسلطات تفتح تحقيقًا

شهدت إحدى المدن الجزائرية حادثة مأساوية هزّت الشارع والرأي العام، بعد تسجيل وفاة أربعة أفراد من عائلة واحدة نتيجة تناولهم وجبة منزلية تبين لاحقًا أنها كانت ملوّثة بمادة سامة.
وحسب المعلومات الأولية، فإنّ طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات يُعتقد أنّها وضعت بالخطأ مبيدًا خاصًا بالفئران داخل الطعام، دون وعي بخطورته، مما تسبب في مأساة غير مسبوقة داخل الأسرة.

وأفادت وسائل إعلام جزائرية أن الحادثة وقعت مطلع هذا الأسبوع، حين تم نقل أفراد العائلة على وجه السرعة إلى المستشفى بعد شعورهم بآلام حادة وغثيان شديد، لكن للأسف فارق الأب والأم والجدة والابن الأكبر الحياة رغم محاولات الإنعاش، في حين تم إنقاذ الطفلة الصغيرة التي لا تزال تحت المراقبة الطبية والنفسية.

وأكدت مصادر طبية بالمستشفى الذي استقبل الضحايا أن التحاليل الأولية كشفت عن وجود آثار مادة سامة في محتويات المعدة، يُرجّح أنها من نوع المبيدات التي تُستعمل في المنازل للقضاء على القوارض. وأوضح الأطباء أن مثل هذه المواد تحتوي على مركّبات خطيرة جدًا على الإنسان، حتى بكميات صغيرة، مشددين على ضرورة حفظها بعيدًا تمامًا عن متناول الأطفال.

وفي تصريحٍ إعلامي، أكد مصدر من الحماية المدنية أن فرق الإنقاذ تحركت بسرعة فور تلقيها البلاغ، لكن الوضع كان حرجًا عند وصولها، حيث تم نقل المصابين إلى المستشفى في حالة فقدان وعي شبه تام. وأضاف أن هذه الحادثة الأليمة تُذكّر بخطورة الإهمال في تخزين المواد السامة داخل المنازل.

وقد فتحت المصالح الأمنية تحقيقًا عاجلًا تحت إشراف النيابة العامة لمعرفة جميع ملابسات الحادثة والتثبت من نوع المادة المستخدمة، كما تم الاستماع إلى شهادات الجيران والأقارب لمعرفة تفاصيل ما جرى قبل الواقعة.

وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة تعاطف واسع مع الطفلة الناجية، حيث عبّر مئات الجزائريين عن حزنهم العميق لما حدث، مؤكدين أن ما حصل يُعتبر حادثًا عرضيًا مأساويًا كان يمكن تفاديه بتدابير بسيطة، أبرزها وضع المبيدات والمواد الخطرة في أماكن مغلقة يصعب على الأطفال الوصول إليها.

من جهتهم، دعا مختصون في الصحة العامة إلى تكثيف حملات التوعية حول سلامة تخزين المواد الكيميائية المنزلية، مؤكدين أنّ نسبة كبيرة من حوادث التسمم في الجزائر والعالم العربي سببها سوء استعمال أو حفظ هذه المواد. وأوضح أحد الأطباء أن الأطفال، في سن صغيرة، لا يميزون بين ما هو صالح للأكل وما هو خطر، لذلك يجب أن تكون مسؤولية الكبار مضاعفة في حماية الصغار من مثل هذه الأخطاء القاتلة.

وختمت السلطات الصحية المحلية بيانها بالتأكيد على أنّ الوقاية تبقى الحلّ الأمثل لتفادي مثل هذه المآسي، داعية المواطنين إلى توخي الحذر وعدم ترك أي مواد سامة أو تنظيفية في متناول الأطفال، مهما كانت الظروف.

حادثة مأساوية خيّمت بالحزن على المنطقة، لكنها في الوقت ذاته تذكير مؤلم بأهمية الوعي والاحتياط داخل البيوت لحماية الأرواح البريئة من خطر يمكن تجنبه بسهولة.